الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انطلقت فعالية الدورة الرابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، وتم الحديث عن ابتكار طرق العمل في عالم ما بعد الجائحة، ونوقِش كيفية تطبيق البيانات والذكاء الاصطناعي، فنحن نعيش في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي، الذي يصاحب ذلك العديد من الابتكارات التي تعزز المجتمع الرقمي والذي يقود المؤسسات والمشاريع إلى العمل عن بعد ومما استرعاني مصطلح “التوأمة الرقمية”، وأظنها الوجهة الواعدة للمستثمرين؛ حيث بلغت قيمة سوق التوأم الرقمي العالمي 5.1 مليار دولار أمريكي عام 2020، ويتوقع وصولها 115.1 مليارًا بحلول عام 2035.
ولد هذا المصطلح في بحث للدكتور مايكل جريفز بجامعة ميتشيغان عام 2002، وهو نموذج افتراضي لعملية/منتج/خدمة، وتستخدم التوأمة الرقمية “Digital Twins” في المحاكاة ونقل التصاميم الهندسية الواقعية الفيزيائية إلى برامج التصميم والمحاكاة الحاسوبية (رقميًّا أو افتراضيًّا)، بإنشاء توأم رقمي (نسخة رقمية واقعية) لمجسم آلة/مبنى/جهاز؛ للتحكم فيه وعرضه واستكشافه بأنظمة المحاكاة (Simulations Systems) وتقنيات الواقع الافتراضي، بدلًا من اختبار مكلف لمكّون مادي.
وكمثال، أخذت “تسلا” لكل سيارة توأمها الرقمي الخاص، وترسل له السيارة بيانات أدائها بالمستشعرات، فتجمع الشركة ومهندسوها البيانات؛ لإنشاء تحديثات لتحسين الأداء، وهذا مثال حقيقي للابتكار في الوقت الفعلي. وتساعد هذه العملية المهندسين والمصممين لفهم ما لا يمكن تحسينه بتحديثات البرامج وحدها، وتحقق قفزات ابتكارية في الإصدار التالي للمنتج. ومن تطبيقات هذه التقنية لدى الخطوط الجوية السويسرية منصة Aviator الرقمية التي أنتجتهاLufthansa Technik ، حيث تخزن فيها بيانات الطائرات بنموذج محاكاة رقمي مطابق للواقع، ويساعد هذا النظام على الصيانة الاستباقية وحماية الطائرة من الأعطال المفاجئة، بمتابعة حالة توأمها الرقمي، وكما هو مطبق أيضاً في شركات قطاع الغاز والنفط والتعدين كسابك وأرامكو السعودية.
ويُتوقع تضاعف تطبيقات التوائم الرقمية ثلاث مرات بحلول عام 2022، وهي تقنية جديرة بالتطبيق في قطاعات الأعمال، ويَلزمنا توطينها؛ لتعزيز الابتكار.
وفي القطاع التعليمي يمكن توفير مختبرات رقمية مماثلة لمعامل واقعية تتيح للطلبة إجراء تجاربهم دون مغادرة مؤسساتهم التعليمية. فما الداعم لهذه التقنية لو طبقت على معامل جامعاتنا؟ يمكن للتوائم الرقمية إلغاء التجارب المادية؛ التي تغني عن اختبارات باهظة الثمن، وتخفض التكلفة، وتزيد سرعة الابتكار.
ويستخدم التوأم الرقمي هدفًا لمنهجية التعلم القائم على المشروع في بيئة تعليمية (البحث القائم على الابتكار)، ولهذه التقنية فرصة لتقديم الخبرة المتعددة التخصصات للطلاب؛ ويُتوقع اتحاد التوائم الرقمية بعلوم الجينات والهندسة الوراثية وتقنيات التعلم الآلي؛ لإحداث ثورة في الرعاية الصحية.
فهل نمتلك البنية التحتية التقنية لتوطين آلات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلية بتوسع؟ وهل باتت تنمية المهارات مطلبًا في العلوم البينية والتحليلات التنبؤية وغيرها من قدرات علوم البيانات؛ لتعزيز الابتكار لدى الجامعات؟ أم هل يُغنينا توظيف واستقطاب فريق استشاري عن رفع مهارات الطلاب والعاملين في مختلف التخصصات والقطاعات؟!.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال