الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أطلق سمو ولي العهد، البارحة، الرؤية التصميمية “كورال بلوم” لجزيرة “شُريرة” السياحية، وهي جزيرة بمساحة 5.6 كيلومتر مربع في البحر الأحمر، والتي تعد الجزيرة الرئيسية للمشروع وواحدة من 22 جزيرة فقط تم اختيارها بعناية لعمليات التطوير التي يشملها المشروع والذي يتضمن 90 جزيرة.
من المتوقع أن يضيف هذا المشروع – ذو المعايير الاستثنائية في التصميم والهندسة الابتكارية ليقدم سياحة عالمية مبهرة مع الحفاظ على التنوع البيولوجي – بعد اكتماله نحو 101 مليار ريال (27 مليار دولار) في مجمل الناتج المحلي – أثناء مرحلة البناء – و 22.5 مليار ريال (6 مليارات دولار) سنوياً، كما أنه سيوفر نحو 70 ألف فرصة وظيفية حالية ومستقبلية، مناصفة ما بين وظائف مباشرة وغير مباشرة.
اعتماد سمو ولي العهد لم يكن وليد الصدفة أو حتمية الظروف، ولكن أتى كنتاج عمل مضني خلال السنوات القليلة الماضية، ففي شهر مايو 2016 – بعد انطلاقة رؤية المملكة 2030 في شهر ابريل الذي سبقه – أجرى مسحا شاملا لمجموع 1285 جزيرة بالبحر الأحمر ولمؤهلاتها في محاور جازان وعسير ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومنطقة تبوك، وقد انتهى المسح في شهر اغسطس 2017 بنتائج واعدة ومبهرة.
كشف المسح أن هذه الجزر قادرة على جذب السياح اعتمادا على تضاريسها وبيئاتها المتنوعة والفريدة، وقد وقع الاختيار على مجموعة من الجزر للبدء بها، وعليه وُضع حجر الأساس للمشروع في 2019، على أن تنتهي المرحلة الأولى في المشروع في عام 2022.
هذا المشروع الضخم – وهو من ضمن حزمة من المشاريع السياحية البحرية القادمة – يقوم صندوق الاستثمارات العامة بضخ الاستثمارات الأولية فيه، وسيفتح المجال للشركات العالمية الكبرى أن تشارك في هذه الفرص الاستثمارية المغرية، مما سيساهم في رفع المستوى المعيشي لمجتمعات هذه المناطق، وفي تطوير بنيتها التحتية، وخلق فرص العمل نحو تعزيز الشمول الاجتماعي، وستكون هذه المشاريع بالمناطق التي تنتمي لها مشاريع جاذبة للشباب من كل أنحاء المملكة لكي يلتحقوا للعمل بها، لوفرة الفرص الوظيفية النوعية وسهولة وجودة المعيشة فيها.
لا شك في أن السياحة من الروافد الاقتصادية المهمة للمملكة، كما هو الحاصل في أكثر من 100 دولة حول العالم كأحد خمس قطاعات ذات مردود اقتصادي عالي فيها، بل وتعتبر الرافد الأول لأكثر من 60 دولة، فالهند كمثال، متوقع أن يساهم قطاع السياحة فيها بما يقارب من 7% في مجمل الناتج المحلي، وتوليد أكثر من 36 مليون وظيفة للشباب الهندي بحلول عام 2025.
أما بلغة الأرقام، فقد وصلت إيرادات السياحة – حسب أرقام 2019 – إلى 240 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفي حدود 50 مليار دولار في بريطانيا، وفي تايلند حوالى 60 مليار دولار، والمدهش حقا هو الصين الذي بلغ إيراداته من السياحة في حدود 40 مليار دولار بينما يصرف السائح الصيني نفسه 300 مليار دولار على السياحة الخارجية سنوياَ.
بالنسبة للمملكة – التي تتقدم دول المنطقة في حجم إيرادات السياحة – فالقفزة القادمة ستكون ضخمة جدا، خاصة أن طبيعة المملكة الغنية والمتنوعة تهيئها أن تكون إحدى أهم الوجهات السياحية الهامة والجاذبة عالميا، مما سيكون له انعكاسات إيجابية في تحقيق مستهدفات المملكة المستقبلية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا يستبعد أن تتعدى هذه الانعكاسات المستهدفات نفسها، في ظل قطاع السياحة العالمي الذي يتجاوز حجمه 8 تريليونات دولار، والذي يتوقع له أن ينمو بنسبة لا تقل عن 40% في العقد المقبل، كما جاء في توقعات البنك الدولي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال