الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يمكن القول بأن التوافق الاستراتيجي Strategic Alignmentهو قدرة المؤسسات على تحديد استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات التي تؤدي الى دعم الأداء على نحو أمثل مع توفر المرونة التي تعظّم القيمة المضافة للمخرجات وكذلك خلق آليات فعالة في استثمار تكنلوجيا المعلومات وفق رؤية واضحة للدوافع التنظيمية التي تؤثر على صناعة القرار التنظيمي وصولاً الى الموائمة بين استراتيجيات الاعمال وتكنلوجيا المعلومات ودعم كفاءة رأس المال البشري .
ان صياغة التوافق الاستراتيجي تتطلب قدرة كبيرة من توفر الإمكانات المرتبطة بالبنية التحتية للمعلومات المؤسساتية وبكفاءة عالية مع ربطها بالمكونات الخارجية لاستراتيجيات تكنولوجيا المعلومات مثل : نطاق المخرجات والكفاءات والحوكمة والقدرة التنافسية Competitive Potential وتقوية العلامة التجارية وابعادها في المجتمع وكذلك تطوير استراتيجيات نماذج في إدارة الاعمال ترتكز على العلاقات العامة والتأثير الاتصالي ونتائج التغذية الراجعة التي تتبلور إيجابا بميكانيكية التطوير المستمر.
من اكبر التحديات التي تواجه الشركات الحديثة الربط بين أهمية العلامة التجارية و رأس المال الفكري امام التحولات التقنية الهائلة في مجال التقنية الجديدة والتي ستحل معظمها مكان الموارد البشرية وبالرغم من ذلك لا زال الفكر البشري المصدر الأساس والركيزة الأهم في الميزة التنافسية والأداء العام للشركات من هنا فان نجاح تلك الشركات يعتمد على هذا التوافق الاستراتيجي بجذب افضل الموظفين واكثرهم موهبة مع الاحتفاظ بهم وتطوير ودعم قدراتهم ومهاراتهم المختلفة أي الجمع بين مفاهيم الكوادر البشرية والتقنية وتسويق العلامة التجارية عطفاً على اهمية المزج بين المزايا الوظيفية والاقتصادية والنفسية مما يمكّن الشركات من ادارتها للمواهب وتحقيق الميزة التنافسية طويلة الاجل في سوق العمل الغير قابلة للاستنساخ ومشاركة الموظفين في صناعة القرار بما يحقق الرضا الوظيفي و الالتزام المهني ويقلل من التكاليف ويحسن من ثقافة العمل والعلاقات الإنسانية بين الموظفين ويطور مصادر الالهام للعمل في بيئات جاذبة يعكسها الكثير من الود والاحترام والفرح الإنتاجي والأمان الوظيفي وفهم الفرص الجديدة ومواجهة التحديات المتوقعة من منظور تكنولوجيا المعلومات .
للحصول على نتائج مبهرة في هذا الاتجاه على صاحب العمل او المنظمات ان يكون لديهم أولاً إدراكاً وفهماً جيداً للشركة ومعرفة الاحتياجات والدوافع والتفضيلات والمواقف التي تخلق لديه قاعدة من الموهوبين ثم الالتزام بفلسفة العلامة التجارية والمصداقية امام العملاء والمستفيدين وأصحاب المصالح من خلال وضع معايير لتطبيقها من خلال معايير الجودة والقياس والتحسين والممارسات ومن ثم الوفاء بها
ان العنوان الأبرز الذي يمكن ان يقود تلك الشركات الى النجاح بهذه الطريقة ان تعمل ضمن اطار النظرية والممارسة التقنية وربطها بالعلامة التجارية والتي يجب ان تتم من خلال منظومة متكاملة من أهمها فريق عمل متخصص في توجيه كفاءة التشغيل نحو الأهداف الموضوعة .
مجمل القول : افرزت تداعيات فايروس كورونا الحاجة الى اعادة تطوير كفاءة وحوكمة المنظمات بمختلف مجالاتها ، من خلال أسس محورية تواكب المتغيرات لتتفوق استراتيجياتها بما يضمن لها الاستدامة ولعل خلق نماذج تهتم بالتوافقات الاستراتيجية طريق البداية نحو كفاء افضل ومع التطور الهائل للتقنية ونجاح العديد من النماذج الاستراتيجية التي أتت نتيجة للتحول في الأداء وبشكل متسارع سيكون لزاماً على الشركات والمؤسسات ان تواكب هذا التحول بنماذج معلوماتية اكثر نضجاً وذلك بتعزيز قدرتها التنافسية من خلال اطار التوافق الاستراتيجي الذي بدوره يضع امامها خيارات متعددة واولويات تأتي من أهمها خلق مخرجات تقنية جديدة وعالية الكفاءة ثم الحفاظ على رأس المال البشري الماهر مع جذب فكر تقني معلوماتي قادر على المزج بينهما بكفاءة تحقق تعاظم مرتفع في وتيرة الإنتاج والجودة والتنافسية وصولاً الى عوائد اكبر مع أهمية توفر أدوات لقياس مدى نضجها ومسؤولياتها المترابطة مع بعضها البعض .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال