الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصيب العالم بدهشة لمَ تعرضت له ولاية تكساس الأمريكية قلب النفط والغاز الصخري النابض. الجميع شاهد كيف انهار نظام الطاقة في تكساس بل تعرض لشلل تام، حيث أدى ذلك لوضع ما يقارب 5 ملايين شخص في الظلام الدامس ودون تدفئة أمام موجة برد قارسة تتعرض لها الولاية. ليتساءل الكثير ماذا أصاب الولاية؟ ولماذا تعطلت نظم الطاقة لديها؟ هنا سوف نجيب على هذه التساؤلات وبشكل مختصر. الولاية تعتمد وبشكل كبير على الغاز لتوليد الكهرباء وذلك بنسبة 51% ومن ثم طاقة الرياح بنسبة 25%، ولتأتي الطاقة الشمسية في المرتبة الثالثة بنسبة 3.8%.
ولاية تكساس تعتبر من أكبر الولايات الأمريكية إنتاج للنفط والغاز، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للتصدي لموجة الطقس البارد. هذا يدفعنا للتساؤل عن مدى كفاءة نظم الطاقة في الولاية وعن جودة البنية التحتية هناك.
لا شك بأن ما حصل يشير لهشاشة البنية التحتية بولاية تكساس، هذا لم يكن مستغربا أو مستجد. البنية التحتية وخطوط أنابيب التسليم هناك تحتاج لتحديث وللمزيد من الاستثمارات. موجة الطقس البارد تسببت بتعليق عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب مما أدى لإغلاق الكثير من الإنتاج النفطي بحدود 3.5 مليون برميل وقرابة 10 مليار قدم مكعب من الغاز المستخدم في توليد الكهرباء.
في الجانب الآخر فشلت الطاقات الخضراء بجميع أنواعها لمواكبة الحدث وإنقاذ ملايين الناس بإعادة التيار لمنازلهم. حيث خرجت طاقة الرياح والشمس من المعادلة تماما في أول امتحان حقيقي لها. مما دفع حاكم الولاية غريغ أيوت للخروج إلى الملأ وألقى اللوم على الطاقات الخضراء المستخدمة في توليد الكهرباء ووصفها بالصفقة والرهان الخاسر. كما أنه طالب من وزارة الطاقة الأمريكية برفع نسبة الانبعاثات المسموح بها في عمليات النفط والغاز في الولاية للرفع من مستوى إنتاج الولاية.
هذا يفتح المجال لتساؤلات كثيرة ومهمة، هل مازلنا نؤيد التحول للطاقات النظيفة والخضراء بهذه السرعة دون الأخذ في الحسبان بتبعات ذلك؟ أما حان الوقت لمعاملتها كمساند للموارد الهيدروكربونية والعمل لإدخالها لمنظومة الطاقات بشكل تدريجي يتناسب مع النمو المتزايد للعالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال