الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُشير الفاقد التعليمي للجهد، والوقت، والمال المُنفق على التعليم دون الوصول إلى النتائج المرجوة منه وذلك نتيجة لعدم استمرار الطلاب في التقدم التعليمي إما لعدم قدرتهم على النجاح أو نتيجة للتسرب من التعليم، فكلا الأمرين نتيجتهم النهائية هي إهدار الموارد البشرية والمادية على التعليم دون الوصول إلى الحد الأدنى من النتائج المرجوة من التعليم، فالطلاب في هذه الحالة يكون انتسابهم للمدارس غير فعلي؛ فهم في نهاية الأمر تمر بهم السنوات التعليمية دون تقدم أو تطور.
الفاقد التعليمي أو الفاقد التربوي أو الهدر المدرسي (Educational Wastage) يعتبر من المشكلات الكبيرة التي تواجه التعليم في شتى الدول في ظل أزمة الكورونا وبمعدلات متباينة، جاء ذلك في الندوة العلمية التي أقيمت عن طريق مكتب التربية العربي لدول الخليج والتي جاءت تحت مسمى “الفاقد التعليمي أثناء وبعد جائحة كورونا … نظرة دولية” وقدمها الدكتور هاري أنتوني، المتخصص في سياسات واقتصاديات التعليم في البنك الدولي.
وكان من أبرز ما أشار إليه الدكتور هاري هو الفاقد والهدر التعليمي على مستوى التعليم العام، ومدى تأثيره على الإنفاق الحكومي، والناتج المحلي الإجمالي. ومن هنا جاءت نقطة محور مقال اليوم والتي توقف الدكتور هاري عن الإجابة عنها لعدم وجود بيانات دولية تفيد بها؛ وهي هو مستوى الفاقد والهدر التعليمي على مستوى الصف الأول والثاني ابتدائي، ومدى تأثير هذا الفاقد والهدر على الإنفاق الحكومي والناتج المحلي الإجمالي، وأشار الدكتور إلى قلة الدراسات الدولية التي اهتمت بهذا الشأن لصعوبة قياسه، وفي ذات الوقت أشار الدكتور هاري إلى أهمية هذه المرحلة بالذات ومدى تأثيرها الاقتصادي على مستوى الفرد، وعلى مستوى الدولة فيما يخص عائدها التعليمي.
وهنا تأتي الإشارة التي نفتخر بها كسعوديين، في قيام دولتنا ممثلة في وزارة التعليم بالتركيز على علاج الفاقد التعليمي في المدارس وذلك عن طريق توجيه المعلمين والمعلمات لإعداد خطة لعلاج الفاقد التعليمي لكل مادة، ولم يأتي هذه الاهتمام من فراغ؛ بل جاء بناء على نتائج التعليم، والاستفادة من خبرات الدول الأخرى، والتخطيط للمستقبل وفق منهجية قائمة على موازين قياس وعلاج علمية، ولكي لا يكون للتعليم أي أثر بمشيئة الله عز وجل على اقتصاديات الدولة حفظها الله في المستقبل.
بقيت الإشارة في ختام المقال إلى أن الهدر في الأصل هو مصطلح يدخل في لغة رجال الأعمال وأهل الاقتصاد، لكنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم الأنشطة الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال