3666 144 055
[email protected]
لعل العلوم العسكرية من أهم العلوم التي صنعت فوارق كبيرة في الأنماط والسبل الادارية عبر التاريخ . فهي المدرسة التي تعتمد على درجة كبيرة من الانضباط والاحترام للرتب وذات الكفاءة الاعلى في الانجاز.
يعتقد من يتابع الدول التي استطاعت ان تبسط نفوذها الميداني عبر الاستحواذ على مواقع جغرافية جديدة ومتنوعة الثقافة والظروف انها استطاعت اتمام ذلك باستخدام قواتها الجوية والاسلحة ذات التقنية العالية ونظمها الاستخباراتية وسلاح المهندسين . كل ما تم ذكره صحيح وله ثقله الكبير ، ولكن تعتبر المنطقة قد دخلت تحت نفوذ الجهة المستحوذة بعد ان تبسط فرقة المشاة سيطرتها الميدانية . لا شك ان جميع القطاعات الاخرى المذكورة اعلاه تؤدي أدوارا مهمة جدا ولكنها بلا جدوى ما لم تبسط قوات او فرقة المشاة سيطرتها .
من هذا التشبيه انطلق نحو شرح دور بالغ الاهمية تلعبه إدارات التنسيق والمتابعة في الأعمال اليومية في المنشآت بنوعيها الحكومي والخاص .
تقوم ادارة التنسيق والمتابعة وبشكل عام بمهام بالغة الأهمية فيما يخص :
• تأسيس قنوات الاتصال بين الجهات المعنية داخل المنظومة وخارجها .
• العمل على رفع درجة الاحتراف في تسليم المهام والأعمال المرتبطة بكل جهة من جهات الاتصال .
• بناء جسور العلاقات بين الجهات المعنية داخل المنشأة وخارجها .
• رفع درجة الإنجاز عبر المتابعة الدقيقة للمهام ومراقبة معوقات الأعمال ورفع سرعة التدخل لحل الأزمات .
لاحظت شخصيا عبر عملي في مشاريع متنوعة المجالات ان كثيرا من التعطل في المشاريع سببه هو غياب هذه الوحدة او الإدارة وفي بعض الأحيان تهميش فعالية دورها . فهذه الادارة هي فرقة مشاة المشاريع وبلا تفعيل لدورها فلن يستطيع مدراء الادارات الاخرى من أداء اعمالهم بالطريقة ولا الاسلوب المناسب وبالتالي تعطل عمليات الإنجاز ، حتى لو كانت التقنية حاضرة ومميزة المواصفات .
الدور الميداني في عالم الأعمال هو الاهم والاكثر فعالية اذا تمت إدارته ودعمه بالاسلوب الصحيح وغيابه يؤدي الى نتائج كارثية في تعطل المشاريع وارتفاع تكلفة انجازها .
حياتكم تغيير دائم وجميل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734