3666 144 055
[email protected]
بالطبع كثيرٌ منّا قد سمع بتطبيق كلوب هاوس، الذي غيّر بعض الشيء من طريقة تعاطينا مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحقيقة أني قد تشرفت بوجودي كمتحدث ضمن مجموعة من الغرف التي ناقشَتْ العديد من جوانب الموارد البشرية، إلا أنني تجولت كمستمع في العديد من الغرف الأخرى، والتي جعلتني أكتب هذا المقال.
استمعت إلى شباب واعد من وطننا، لديه الكثير من الأفكار لحلول لتحديات موجودة بالسوق السعودي، والكثير من الشباب بالفعل قد بدأ في تنفيذ مشاريعه وحولها إلى شركات ناشئة استطاعت أن تخطو خطوات في طريق النجاح.
لكن في نفس الوقت لفت انتباهي، أن هناك على جانب آخر، كثير من أصحاب الأفكار التي تم استهلاكها في السوق السعودي، قد دفعهم نجاح أفكار مماثلة لها في السوق إلى تنفيذ نفس تلك الأفكار بدون إضافة، وهذا ما يؤكده صديقي الذي يعمل في المجال اللوجيستي، حيث أبلغني على سبيل المثال بوجود مئات من التطبيقات التي تم إنشائها من أجل توصيل طلبات الطعام لتعمل في السوق السعودي، وذلك بسبب نجاح تطبيقات مماثلة مشهورة مثل هانقرستيشن ومرسول وغيرها، وبالطبع الغالبية منها مصيرها عدم النجاح بسبب تشبع السوق من المنافسين، لذا وددت أن أتناقش معكم من خلال هذا المقال في أهمية أن نوجه طاقاتنا الابتكارية نحو الأفكار الجديدة وتقديم حلول مختلفة وفريدة للعديد من التحديات التي تقابلنا في حياتنا اليومية، وهذا ما يسمى باستراتيجية المحيط الأزرق.
ببساطة أنت لا تحتاج الدخول في سوق قواعد المنافسة فيه معروفة ومحددة، ولا تحتاج لإنفاق أموالاً أكثر من منافسيك على التسويق، والأهم أنك لا تحتاج لدخول مثل هذه المعارك الدامية التي تستنفذ الوقت والموارد؛ كالمعارك التي تخوضها أسماك القرش للظفر بفريستها، كل ما تحتاجه هو أن تخلق محيطك الخاص بك، وتفرض فيه قواعدك الخاصة، حتى وإن جاءك منافسون بعد ذلك، فلن يضرك بشيء لأنك بالفعل أصبحت قائداً في هذا المحيط وتسبق السوق بمراحل. فبتطبيقك لمثل هذه الاستراتيجية، فأنت تخلق مساحة سوقية جديدة لا يمكن لأحد منافستك فيها لفترة من الزمن؛ وعندها يمكنك تطوير منتجك أكثر وأكثر، وإيجاد المزيد من الحلول الابداعية التي تزيد من فرص بقائك في القمة مهما ظهر لك من منافسين.
وهناك العديد من الأمثلة لمنشآت عملت بهذه الاستراتيجية وحققت نجاحاً غير متوقع، مثل شركة Canon التي صنعت أول آلة مكتبية لنسخ وتصوير المستندات، هذا الاختراع الياباني الذي تم تقديم أول نموذج له عام 1934م، هو مثال كلاسيكي مبدع لتطبيق استراتيجية المحيط الأزرق؛ فصاحب هذا الاختراع لم يوفر فقط حلاً لمشكلة تواجه العديد من الناس، ولكنه أيضاً استطاع خلق منتج غير تنافسي لشركته؛ وما أوصله لهذه الفكرة المدهشة كانت رغبته في إيجاد حل غير تقليدي يوفر آلات الطباعة لعامة الناس بحجم وسعر مناسب. وهذا ما أتحدث عنه دائماً وأنصح به أصحاب المشاريع، فبحثك الدائم عن حل غير تقليدي لمشاكل العملاء قد يجعلك ترى طرقا جديدة لم يراها أو يسير بها غيرك من قبل.
أخيراً؛ أود القول إنّ أمتنا العربية ومملكتنا، تحتاج منّا ابتكار أفكار متميزة يتهافت عليها المنافسون من باقي دول العالم محاولين تقليدها. نحتاج لأن نعيد الريادة لأوطاننا بجهدنا وعزيمتنا وذكائنا في خلق سوق تملؤه الأفكار الفريدة والمميزة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734