أحمد زكي يماني والقيادة

ليس بالسهل الكتابة عن علم من اعلام الدولة وإن كان آخر منصب تقلده منذ خمس وثلاثين سنه، الوزير أحمد زكي يماني رحمه الله ثاني وزير سعودي للنفط أول أمين لمنظمة أوبك غني عن الألقاب والتعريف كان تحت قيادة الملك فيصل رحمه الله ملء الدنيا وشاغل الناس.. متحدث رصين واثق متمكن وذكي مثل المملكة في أصعب الأزمات النفطية عام 1973 وخلال اختطافه من أوبك عام 1975 وأهم إنجازاته سعودة أرامكو السعودية.
أحمد زكي يماني يرحمه الله القانوني، ادار البترول بامتياز خلال فترة وزارته ايقونة في كل تحدي واجهه لولا الله ثم مهاراته الشخصية والدعم والثقة الملكية التي حصل عليها. كثر من حصلوا على تخصص القانون وكثير من درسوا في هارفرد قلة هم من يملكون تلك المهارات القيادية والسمات الشخصية التي تؤهلهم لهذه المناصب.
كان من الصعب في ذاك الزمن اكتشاف واستقطاب شخصيات بهذا الثقل حتى بعد انهاء خدماته كوزير قل ظهوره لكن استمر بالعمل ولم يتوقف.
اغلب الشخصيات الرصينة متواضعة محترمة تحترم الاخرين تملك اهتمام حقيقي بل شغف بالتاريخ والفن والعطور، جادة بعملها مخلصة لوطنها متزنة في حياتها الشخصية وفي أغلب الأحيان ينتمون لبيت علم. في كل ازمة يلمع نجمهم يملكون هذه سمات شخصية مشتركة يمكن ان نسميها (رجولة بمجابهة المواقف).
الكتابة عن وزراء او امراء حاليين وان كنا نقدرهم قد يعتبر تملق وقد مروا بأزمات نعرفها جيداً ارقت وارعبت الجميع وتم تخطيها بفضل الله بسلاسة، لكن الحديث عن محاسن من رحلوا يخلو من ذلك.
لكل زمن أزماته ومصاعبة كما لكل زمن دولة ورجال نحتاج بناء شخصيات تشبهه أيقونة، واعلم أنه يمكن اكتشافها بسهولة من الجامعات والمراكز والمؤسسات وتبنيها من البداية وفي كل مجال.
اعداد القادة واستقطاب نخبة النخب أحد أهداف بناء المستقبل يحقق رؤية المملكة 2030 بجميع محاورها من مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح فبناء الإنسان اولاً.
اللهم ارحم واغفر الشيخ أحمد زكي يماني واعف عنه وعافه وأكرم نزله تعازينا لأسرة يماني ولرفيقة دربه شريكة حياته السيدة تمام العنبر وابنائه وبناته.