“أرامكو السعودية” .. الأرقام تتكلم

تعرضت أرامكو السعودية في عام 2020م للكثير من التحليلات المغايرة للواقع بقالب من التشويه الإعلامي العالمي عن قدرتها في التكيّف عند مستويات أسعار النفط المنخفضة، وحملت تلك التحليلات المغرضة التشكيك في قدرة للوصول للطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى، وإبقائها على التوزيعات النقدية للمساهمين، وأخيرا اقحام معدل الانبعاثات الكربونية في ذلك اللغط الذي لم يطل كثيرا حيث جاءت النتائج المالية لشركة أرامكو السعودية بأرقام تتكلم عن واقع يرد على اي تشكيك.

أما على الجانب المالي، تمكنت شركة أرامكو السعودية من تحقيق صافي دخل بلغ 49 مليار دولار وهو الأعلى قياسياً مقارنة بشركات النفط العالمية التي تكبدت خسائر مجتمعة تقدر بنحو ٧٧ مليار دولار، وذلك تحت أشد الظروف قساوة وهي جائحة كورونا ثم انخفاض الأسعار لمستويات متدنية تاريخيا. هذا بالإضافة الى تحقيق أكبر عائد على متوسط رأس المال المستثمر في عام 2020م بنسبة 12.3 %  وتوزيعات أرباح نقدية الأكثر سخا بما يعدل 75 مليار دولار.

انا على جانب قطاع الإنتاج والتنقيب، ضربت أرامكو السعودية ملاحم يسطرها التاريخ، ابتداء من اكتشاف سبعة حقول جديدة ومكمن جديد مما سوف يضيف بمشيئة الله لاحتياطيات المملكة العربية السعودية. بالإضافة لذلك تمكنت الشركة من رفع إنتاجها لمستوى 12.1 مليون برميل يوميا في شهر إبريل عام 2020م وبلوغ إنتاجها من الغاز لمستوى 10.7 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا في شهر أغسطس. هذه الأرقام لم تأتي من فراغ فالشركة تمتلك بنى تحتية على أعلى مستوى كما أنها تمتلك أيادي عاملة ذات جودة عالية، وإدارة ممكنة وذات بعد نظر.

وبالحديث عن التغير المناخي وجهود شركة أرامكو السعودية في الحد من الآثار البيئية فقد تقدمت كثيرا في هذا المجال. جاءت ارامكوا في مركز ريادي خصوصا في إنتاج النفط منخفض الكربون حيث بلغت كثافة انبعاثات غاز الميثان في قطاع التنقيب والإنتاج عند مستوى 0.06 %  وهو أقل من أهداف مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ لعام 2025م .

كما أن كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج جاء عند مستوى 10.5 (كغم مكافئ ثاني أكسيد الكربون/ برميل مكافئ نفطي) وهو الأقل مقارنة بشركات النفط. بالإضافة لذلك شركة أرامكو السعودية تعمل في مصادر الطاقة المتجددة وأهمها الهيدروجين حيث صدرت أرامكو أول شحنة لها من الامونيا الزرقاء لدولة اليابان العام الماضي.