الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نشرت شركة Norton Rose Fulbright نتائج استطلاعها الإتجاهات التقاضي في أمريكا خلال عام 2020. طغى على هذا الاستطلاع توجه التقاضي خلال جائحة COVID-19، خصوصا في ظل وقف الاجراءات القضائية مؤقتا، فكان التساؤل، ماهي الاحتياجات القانونية التي سيشهدها العالم خلال و بعد هذه الجائحة التي أثرت وبشكل كبير على جوانب الحياة الاقتصادية والتجارية.
اظهر هذا الاستطلاع ان ما يقرب من نصف الشركات لاحظت تغيرات في نشاط المنازعات. شكلت منازعات العقود النسبة الأكبر من النزاعات التي يعود سببها مباشرة إلى الوباء خصوصا عقود الخدمات، تليها قضايا العمل والتوظيف والقضايا التجارية ، حيث شهدت 31٪ من الشركات الامريكية ارتفاعًا في جميع النزاعات ، بينما شهدت 12٪ فقط انخفاضًا. المثير للإهتمام في هذا الاستطلاع هو ظهور اتجاهات اخرى لحل النزاعات و منازعات اخرى للتقاضي لم تكن رائجة بالشكل التي أصبحت عليه بعد ازمة كورونا.
الاتجاه الأول، هو ميل كثير من أطراف الدعوى الى قبول التسويات بدلا من المضي في إجراءات التقاضي خصوصا في ظل الإيقاف المؤقت للمحاكم. الاتجاه الثاني، يعود الى الاهتمام بمسألة أمن المعلومات والأمن السيبراني. حيث أظهر الاستطلاع من خلال رأي المشاركين ان 44٪ أبدوا قلقهم حول تعرضهم لخطر النزاعات القانونية المتعلقة بالأمن السيبراني وحماية البيانات مقارنة بالعام السابق ، وسبب قلقهم يعود الى حجم الهجمات التي ترتب عليها تعطل الأعمال التجارية ، والمخاطر الكامنة في الاستهداف من قبل اشخاص او شركات اخرى. هذا النوع من الاخطار التشغيلية المحتملة والتي ينطوي عليها عقوبات مالية نتيجة الانتهاكات السيبرانية جعلت هذا الموضوع مثار للتساؤلات القانونية وارض معارك قضائية بشكل في المستقبل حتى ولو لم يتم ترجمة هذه القضايا الى الان إلى عدد متزايد من القضايا.
هذا يعني انه يجب البحث بشكل جدي في تطوير المنظومة القانونية المتعلقة بالفضاء الإلكتروني. على الرغم من وجود عدد من الانظمة القانونية التي تنظم هذا الفضاء، إلا أنه لازال بمثابة الغابة التي يسيطر عليها الاقوى، وليس القانون حيث ان القوانين التي تحمي هذا العالم لازالت في بدايتها، ولكن مع أزمة كوفيد، فالاعتماد على الفضاء الإلكتروني الذي يحتوي على معلومات هائلة والذكاء الاصطناعي في تزايد. هذا يعني قضايا وانتهاكات أكثر، حتى ولو وجد بعض القوانين التي تتعلق بالخصوصية وأمن المعلومات، الا انها لازالت بدائية والتطور التقني سريع ومتزايد، وهذا يجعل الشركات الكبرى في هذا المجال هي المسيطرة والتي تحكم هذا العالم وفقا لقانونها، لذلك من المهم تولية هذا المجال الاهتمام القانوني لانه وبكل بساطة، المشكلة لا تكمن فقط في قوة التكنولوجيا المعترف بها، وإنما تكمن في مافيا سوداء في عالم التكنولوجيا الخفي. ولنا في البيتكوين اكبر مثال، هذه العملة الرقمية التي لا يعرف من اخترعها ولا من طورها الا اسم ساتوشي ناكاموتو، هذا الاسم المستعار الذي لا يعرف أصله ولا من صاحبه. وجميعنا يعلم ان البيتكوين وأمثالها من العملات الرقمية المعقدة هي ارض خصب لعالم مظلم لا نعلم ما يخفيه لنا نحن الذين نعيش في النور.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال