الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تجلت حكمة الله في الحياة أن يستخلفنا لعمارة الأرض، فأصبحت المهنة أحد أدواتنا لوظيفة الإنسان
الأزلية وهي الاستخلاف في الأرض وبذر فسائل الخير أينما أوجدنا الله.
تتقاطع أقدارنا وتجمعنا الحياة مع أفراد من مشارب مختلفة، فتجد أحدهم بدلاً من أن يبذر فسيلته بنية طيبة تكفل له نجاح الدنيا والآخرة والبركة التي وعِدنا بها، ينزع إلى أقل من ذلك كالتنمر والتحقير مكرراً تلك التجاوزات إما بسب تربية مُهملة أو قيمّ مُتهللة أو فكرة متهالكة عن النجاح الوظيفي، فينزع للتحقير والوشاية مع كل من يتوازى معه، ظناً منه أن هذا ما يدفعه للأعلى، فقد اتخذ من الآخرين سلماً له.
نجد المتنمرين حين يحتاجون إلى دعم نفسي أو يعانون من تهديد معنوي يلجؤون لغذائهم تحقير الآخرين أو إهانتهم، لمزهم وتحبيطهم.
كمن أسس بنيانه على شفا جرفٍ هار.
وهذا ما يدرج تحت مسمى التنمر الوظيفي، حيث يتغذى ويعيش في ظل الضعف الإداري والذي يفضي حتماً للفساد الإداري.
التحقير والتنمر لايعبران عن نقص أخلاقي فقط، بل أكدت العديد من التجارب أن وجود تلك الظاهرة الخطيرة، سبباً رئيسيًا في ضعف الإنتاجية وهدر للمورد البشري والكفاءات المتميزة، لذا يتطلب العمل على استئصالها مع الاهتمام بصياغة قواعد واضحة تحدد وسائل التحقيق والمحاسبة الداخلية.
قد نكون أنا وأنت، أبني وابنك ضحايا المتنمرين الضعفاء اليوم أوغداً.
فمن مسؤوليتنا كجزء من فريق وخلية من كيان وفرد من مجتمع نتطلع أن نسمو به، ومواطنين مدينين لوطن قدم لنا الكثير واليوم ينتظر إنتاجنا.
أن ندفع هذه الظاهرة أينما وجدت وكيفما وجدت، وأن نسنّ اللوائح التي من شأنها القضاء على هذا السرطان قبل أن يتفشى ويصبح جزء من ثقافة مجتمع.
فإن لم أكن مسؤولاً مباشر فأنا وأنت مسؤولين أمام الله وأمام ضمائرنا عن كل من فقد شغفه واهتزت ثقته وتلاشى حلمه وفقد عمله بسبب متنمر ضعيف، أعجز من أن يعالج مواطن ضعفه ويطورها، فاتخذ التنمر منهجاً له.
التنمر الوظيفي أو ما أُحب أن أطلق عليه الفساد الخفي، لا يتسبب في هدر الموارد وتدمير الطاقة البشرية على المدى القصير فحسب، بل يدعم ثقافة عدم الانتماء على المدى الطويل، وهذه المشاعر سبباً رئيسًا في نزول معدلات الإنتاجية على المستوى الوطني، كما أنها ترسخ ثقافة القهر الوظيفي والفساد الإداري مما يحول دون التطوير، ومما ينتج عن ذلك تبديد لثرواتنا المادية والبشرية.
حيث لا نهضة حقيقة بلا حفظ لقيمنا الأخلاقية وثقافتنا التي زرعت فينا حب الخير ونصرة المظلوم وقول الحق و”اليد العليا خير من اليد السفلى”
قيل:
”إذا استطعت أن تُحسن حياة إنسان واحد، أو تخفف ألمًا واحدًا، أو ترشد طائرًا إلى عشه، ما ذهب عمرك سدى”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال