الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صرح معالي وزير المالية في بداية عام 2021 أن عمليات الخصخصة ستزيد خلال العام الحالي بنسبة 20% في العديد من القطاعات ومنها الصحة والتعليم والمياه وغيرها.
وكما لا يخفى على الجميع أن عمليات الخصخصة هي إخضاع المؤسسات أو المنشآت الحكومية لقوى السوق لرفع وزيادة فعاليتها عن طريق نقل أو مشاركة جزء من ملكيتها مع القطاع الخاص. وحيث أن المنافسة السوقية تتطلب الكثير من المرونة والكوادر الكفؤة ذات الإنتاجية العالية والمهارات الممتازة. قد يقودنا هذا الى سؤال عن مدى قدرة منسوبي القطاع العام على مواكبة المهارات المطلوبة للنجاة والاستمرار في القطاع الخاص بعد عمليات التخصيص؟.
يعج القطاع العام بالكثير من الموظفين المتميزين الذين واكبو والتزموا بأساليب عمل منشآتهم بكل دقة (ولا يلام المرء بعد اجتهاده) إلا أن ضخامة وتعقيد إجراءات العمل الحكومي لم تمكنها من التطور مقارنة بالتسارع التقني والمعرفي على مستوى القطاع الخاص, وكنتيجة لذلك قد لا تتناسب مهارات بعض من هؤلاء الموظفين المجتهدين مع ما تتطلبه المرحلة المقبلة بعد عمليات التخصيص!.
يرى الكثير أن يخضع الموظفين غير المناسبين (حالياً) للانتقال للقطاع الخاص الى تدريب وتأهيل وهذا جيد لكن من سيتحمل ذلك؟ هل هي المنشاة الحكومية قبل التخصيص (قد لا تملك الدراية الكافية بمتطلبات المرحلة المستقبلية) أو المنشاة بعد التخصيص (لا تمتلك الوقت وترغب في استثمار الأموال بأشكال ذات عائد أكبر)؟.
وكما أن تنمية الموارد البشرية الوطنية عنصراً أساسياً في التنمية، لذلك قد يكون من المناسب إنشاء شركة وطنية للتدريب والتطوير ذات مدة زمنية محددة تتزامن مع برامج التخصيص ويحول جميع الموظفين (الذين ينقصهم بعض المهارات الضرورية) من القطاعات الحكومية المخصصة الى هذه الشركة وتقوم بتقييم الموظف ومعرفة توجهاته أولاً ثم بتصميم برامج تدريبية بناء على النقص الموجود في سوق العمل أو مواكبة الاستراتيجيات الوطنية لخلق مركز للموظفين المؤهلين (talent pool) مع التزام الشركة برواتب الموظفين طوال فترة التدريب حتى إيجاد الفرصة المناسبة. كما قد تكون هذه الشركة داعم ومورد مالي مهم لبعض القطاعات التعليمية المخصصة مثل الجامعات والتدريب الفني لدعم مواردها في بداية عمليات تخصيصها.
وبدلاً من خسارة بعض الموظفين الحكوميين سواء بالتقاعد المبكر أو غيرها, نكون خلقنا فرصة جديدة لأبناء الوطن الذين قد لا تكون خدمتهم الظروف أو بيئة العمل لإظهار أفضل قدراتهم.
في رعاية الله…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال