الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان العام 2008 هو العام الذي تم فيه تأسيس اول موقع على شبكة الانترنت للعملة الرقمية بتكوين في نسخته الأولى بيد أن بداية النشاط لهذه العملة الرقمية انطلق مع بداية العام 2010 وكان أول تداول بها في فبراير 2010 عند اول سعر صرف (1309 وحدة بيتكوين ) مقابل دولار أمريكي واحد .
ووفقاً لموقع ويكيبيديا فإن اول عملية شراء تمت بواسطة بتكوين، كانت مقابل قطعتان بيتزا، حينما قام مبرمج يدعى لازلو هانيتش بنشر نقاش على منتدى بيتكوين يطلب فيه شراء قطعتين بيتزا كبيرتا الحجم مقابل 10,000 بيتكوين في 18 مايو 2010، بعد 11 عام على تلك الصفقة تجاوزت قيمة الـ 10,000 بيتكوين التي تم دفعها مقابل قطعتا البيتزا ( 318 مليون دولار امريكي).
يبدو أن حدة الصراع الاقتصادي والاستثماري القادم ستشتد حدتها حول عملة Bitcoin بتكوين الرقمية المشفرة cryptocurrency .. حتى اللحظة لاتزال هناك ضبابية في التداول ترتكز اساساً على المضاربات لتتذبذب صعوداً وهبوطاً ، في المقابل هناك تحذيرات رسمية ولم تصل بعد الى مرحلة الاعتراف الدولي بها .. بيد أنها قد بدأت مؤخرا تحظى بثقة بعض المستثمرين والمتداولين لذلك نجد انها ارتفعت بشكل كبير مقابل الدولار ووصلت الى ارقام قياسية لتعود تدريجياً نحو الهبوط الذي ليس له تفسير تحليلي الا صفقات المضاربات وجني الارباح .
ما اعطى هذه العملة اهمية جديدة من حيث قوى العرض والطلب وادوات الاستثمار الجديد هو الاقبال نحوها وخاصة من مدراء الثروات والصناديق والاثرياء وكذلك شركة تيسلا للسيارات الكهربائية التي استثمرت فيها بقيمة مليار ونصف دولار وهذا بطبيعة الحال اسهم في ارتفاع قيمتها الى اكثر من خمسين الف دولار لتتراجع فيما بعد فهل اخفقت الشركة والمستثمرون الجدد ام انها مرحلة وقتية بانتظار جني الأرباح؟
الحقيقة انه من الصعب الاجابة على ذلك بنعم او لا .. ذلك ان آلية المضاربات ترتبط بحجم المخاطرة الاستثمارية وكذلك ارهاصات اخرى تختص بالتداول المباشر والذي في العادة يخضع للعرض والطلب الوقتي وتنفيذ الصفقات لذلك تأثيرها الاقتصادي الحقيقي لايزال غامضاً في اعتقادي .
وزارة الخزانة الامريكية والكثير من البنوك المركزية لاتزال تحذر من تداعياتها وخاصة على مستوى الافراد وذلك لغياب التشريعات القانونية والتنظيمية ناهيك عن الاعتراف الرسمي بها وهو لب القضية لكن وبالرغم من ذلك فقد تجاوزت بيتكوين حاجز الـ 50 ألف دولار الأسبوع الماضي ووصلت القيمة السوقية لعملات بتكوين أكثر من 870 مليار دولار وساد سوقها حالة من تنامي المشترين بالرغم من المخاوف والتحذيرات المتواصلة فقد حذر بيل غيتس من الانجراف وراء العملة وقال غيتس في حوار مع وكالة “بلومبيرغ” إن الناس الذين لا يملكون ما يملكه ماسك ( الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات ) من أموال عليهم أن يكون حذرين ، لكنه بالمقابل أبدى قلقه لأن الكثير من الناس يصدقون هذا الجنون رغم عدم توفر الكثير من المال لديهم .
سوق العملات المشفرة لا يزال غير ناضج وبه الكثير من التحديات والعقبات في حين يعد أعلى درجات المخاطرة كما ان الحجم الهائل للعمليات المعقد في تداولات وتخزين وتعدين بيتكوين تحتاج الى مساحات حاسوبية كبيرة ناهيك عن الآثار الكربونية باستهلاكها كميات كبيرة من الكهرباء وهذا يشكل تحديا آخر للبيئة وقال موقع “بيزنس إنسايدر” أنه في حال تم الكشف عن هوية مخترع بيتكوين الحقيقية، أو في حال قرر ( أول شخص بدأ في تعدين بيتكوين ) ويدعى ناكاموتو تحويل العملات الخاص به والتي يصل إجمالي ثمنها نحو 30 مليار دولار فإن أسعار العملة الرقمية ستتدهور، وأشار التقرير إلى أن مخزون ناكاموتو من عملات بتكوين يتخطى مليون عملة ، ويمتلك نحو 5 بالمئة من إجمالي سوق بيتكوين ، ولا يوجد أكثر من 21 مليون عملة بيتكوين يمكن تعدينها فقط.
بيتكوين امامها العديد من التحديات ومن ذلك : عدم الاعتراف بها من قبل البنوك المركزية ، مخاوف عالية من توظيفها في عمليات غسيل الأموال خاصة وانها لا تخضع للرقابة البنكية ، مخاطر عالية في المضاربات اقرب الى وسمها بالفقاعة ، عدم خضوعها لمعايير الحوكمة والبعد القانوني والتشريعي ، تكاليف التعدين والتنقيب العالية المضرة بالبيئة ، قد تكون اول عملة رسمية عالمية حالما تبناها كيان نقدي عالمي وخضعت للرقابة الدولية واستكملت مكوناتها الضريبية والقانونية .
مجمل القول : بالرغم من حالة الغرام التي ترتبط بمحبي بيتكوين ممن يرى فيها مكاسب سريعة وتنوعا جديدا في الأصول المستثمرة كمفهوم جديد لقناة من قنوات الاستثمار الجديد الا انه لايزال الطريق طويلا امام بتكوين وغيرها من العملات المشفرة لتكون وحدات نقدية عالمية يمكن استخدامها في المعاملات البنكية والتجارية وتأتي أولى خطواتها الاعتراف الدولي بها ، وحتى تتجاوز هذه المرحلة تبقى عمليات التداول ذات مخاطرة عالية خاصة اذا كانت تتم من قبل الافراد والتي من الممكن ان يحدث لها هزة ما تؤدي الى تآكل مدخراته ومن المسلمات الاستثمارية الخاصة بالأفراد ان تكون استثماراته في أصول تحظى بالثقة وذات نمو وطلب متزايد .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال