الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بقدر سعادتي دوما بكل حملة إعلانية ناجحة، فإنها تحرك في خاطري كثير من التساؤلات. خلال الأسبوع الماضي كانت وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالحديث الإيجابي عن حملة تسويقية ل (شاورمر) بعنوان (ثومكوبن)، ويتناقلون أخبارها في مسعى لاستعراض مكامن التفكير الإبداعي. فكرة الحملة تتلخص في الحصول على نقاط مع كل عملية شراء عبر التطبيق، مما يؤهل العملاء للاستفادة من هذه النقاط في الحصول على هدايا مختلفة مستقبلا. لا أنكر أن جاذبية الفكرة، والإبداع في الربط بين منتج مثل (الشاورما) وعملة البتكوين لفتت انتباهي كما حدث مع الجميع، ولكن السؤال هو ماذا بعد هذا النجاح؟
عندما نفكر في نجاح الحملات الإعلانية بوصفها عمل مستدام فنحن نطرح تساؤل ملح مفاده: كيف يمكن أن نترك أثر يتحدث عنه من حولنا لسنوات قادمة؟ ولا يتوقف الأمر مع انتهاء الحملة التسويقية؟
أتخيل أن يتطور الأمر ليظهر في صورة تعاون مع جهات أخرى، بحيث يمكن الاستفادة من جمع النقاط في الحصول على خدمات مثل سداد مخالفات، ومشاركة مجتمعية لهذه الفئة التي من المأمول أن تتوسع مع الوقت. توسيع دائرة الاختيار للخدمات المتاحة، بما يشمل مشاركة مجتمعية يسهم في تحسين جودة الحياة من حولنا. هذه الأفكار لا يمكن أن تحدث إلا بعد دراسة لشخصية هؤلاء العملاء، فهم بكل تأكيد يحملون سمات محددة، ولهم رغبات تختلف عن غيرهم. أتخيل فكرة الحملة تتطور مع الوقت لتصبح العملة الافتراضية تابعة لمحفظة رقمية، يمكن أن يستفيد منها عملاء المتجر من خلال برنامج ولاء متطور يخدم احتياجاتهم.
مسألة نجاح الحملة تسويقيا لا تكفي وحدها، فنحن بحاجة لأن تكون الفكرة مصدر إلهام، يستشعر الجميع فيه نجاحات من نوع آخر. تخيل أن تدخل لحسابك في هذه المحفظة الرقمية وترسل تهنئة للعائلة والأصدقاء بشكل متميز بمناسبة قدوم الشهر الفضيل. نحن هنا نعمل على بناء مجتمع من المعجبين أصحاب الولاء المرتفع. كل ذلك يضاف إليه فرصة إضافية لابتكار منتجات جديدة من فترة لأخرى بالتواصل عن قرب مع العملاء ومعرفة ميولهم، لا سيما وأنهم أصبحوا أكثر التصاقا وقربا للمتجر.
التقنية رمز جميل نشهد انعكاساتها في كل ما حولنا، وهذا أمر محمود، إلا أن روعته تكتمل مع الالتفات لتطبيقه بشكل عملي وتحويله من مجرد رمز إلى واقع ملموس. لا نريد حملات نربطها في ذاكرتنا بأعوام مضت، ويتم توثيقها بأحداث وتواريخ. فهذا يعني أن تأثيرها مؤقت لفترة محدودة. الإبداع في صناعة الأفكار الخلاقة هو أول الطريق، وهو يعكس تفكير متقد، جاذب للغير، لكن ينقصه فقط أن نبذل الجهد لتكوين البصمة باقية في تاريخ يعيش معنا وبنا، حتى وإن مرت السنين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال