الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تظل النتائج المالية لشركة أرامكو السعودية والتي اعلنت صباح امس الاحد، إيجابية، وتؤكد قدرة عملاق الطاقة العالمي على المرونة والتكيف مع المستجدات وتوضح البنية التحتية الضخمة لارامكو السعودية ومرونتها المالية في الأوقات الصعبة، مما يزرع الطمائنينة لدى مستثمري أرامكو السعودية ان استثماراتهم في أيدٍ أمينة حتى في اوقات الأزمات.
النتائج وبالارقام مقارنة مع الاخرين توضح ان هذا العملاق النفطي قادر على امتصاص الصدمات مهما كانت، فعلى الرغم من تداعيات الجائحة الكارثية على الاقتصاد العالمي وبالتالي الطلب على النفط وعلى الرغم من استمرار الهجمات الإرهابية على منشآتها النفطية وبالتالي تهديد امدادات الطاقة العالمية الا انها استطاعت خلق نتائج مالية مربحة مع الوفاء بالتزاماتها امام حملة اسهمها وايضا سرعة احتواء الاثار الناتجة عن العمليات الارهابية.
شركة ارامكو السعودية نجحت بفعالية في إدارة أكبر خفض للإنتاج في التاريخ لاحتواء تداعيات الجائحة على الطلب على النفط، عندما تحرك منتجو أوبك بلس لاحتوائها. ومع ذلك، كانت نتائجها المالية إيجابية ولاتزال في ترتيب عالمي متقدم.
كان من البديهي أن يكون صافي دخل أرامكو السعودية لعام 2020 البالغ 184 مليار ريال أقل من صافي الدخل لعام 2019 الذي كان 330.75 ريال. فالواقع، جاء يفوق كل التوقعات وسط مستويات الأسعار المنخفضة تاريخياً والتقلبات الحادة التي شهدها العام 2020 ولا ننسى أن متوسط سعر خام برنت خلال العام الماضي كان عند 42 دولار، بينما كان متوسط سعر خام برنت عام 2019 عند 64 دولار. وهذا يعني أن نسبة صافي الأرباح فاقت نسبة انخفاض أرباح ارامكو وهذه إنجازات تُذكر فتُشكر لان ارامكو السعودية حققت أداءً متميزاً على جميع الأصعدة بالرغم من الأزمات والهجمات.
على مدار عام 2020، تعرضت شركات النفط العالمية لخسائر فادحة أثرت على الاستثمار المستقبلي في البنية التحتية لأنها خفضت الإنفاق الرأسمالي لعمليات الاستكشاف والتنقيب، ولكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لارامكو السعودية التي ابقت استثمارات البنية التحتية مستمرة للمشاريع الرئيسية، مما يؤكد دورها الأساسي باعتبارها المنتج المرجّح الوحيد واكبر مصدر للنفط في العالم والمصدّر الأعلى موثوقية.
في النتائج المالية الفصلية للعام الماضي، تمكنت أرامكو السعودية من تحقيق صافي دخل يتجاوز أرباح شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة، واوفت بالتزامها بتوزيع الأرباح للمساهمين على الرغم من تداعيات الجائحة، وتعتبر أعلى الأرباح للسهم بين الشركات العالمية عن العام 2020.
ارامكو السعودية الاقل تعرضا لانهيار الاسعار وانخفاض الطلب العالمي على النفط بسبب مرونتها التشغيلية الاستثنائية، ونسبة الديون المنخفضة، وتنويع مصادر الإيرادات، والأهم من ذلك، حقيقة أن لديها أقل تكلفة إنتاج في العالم. هذه المرونة التشغيلية فريدة حقاً، مما يسمح لأكبر شركة نفط في العالم بزيادة أو خفض الإنتاج بسرعة حسب ما تمليه الظروف.
لا يوجد منتج في العالم لديه القدرة الهائلة على ضبط الإنتاج صعوداً وهبوطاً بنحو 5 مليون برميل يومياً خلال شهرين فقط غير العملاق “ارامكو السعودية”، والتي هبطت من إنتاج شهر أبريل القياسي عام 2020 عند 12.3 مليون برميل يوميا إلى 7.4 مليون برميل يوميا في شهر يونيو 2020 لضبط إيقاع توازن أسواق النفط.
نذكر أن روسيا واجهت صعوبات كبيرة في خفض 200 الف برميل يوميا فقط خلال ستة أشهر مع انطلاق اتفاقية “اوبك بلس” عام 2017. هذه المرونة التشغيلية الاستثنائية الضخمة التي لا تُضاهى، انعكست على مرونة الأداء المالي الإستثنائي بما يؤكد أن مستثمري ارامكو هم الأكثر أماناً ليس في الاوقات الاعتيادية بل في الأزمات ايضا بعد أن اثبثت “المملكة العربية السعودية” انها استثنائية في الازمات.
أظهرت أرامكو السعودية مرونة مماثلة في التعافي من تأثير جائحة فيروس كورونا الذي كان له تأثير كارثي على قطاع الطاقة والاقتصاد العالمي. وسط تقلبات الأسعار الحادة ظل سهمها مستقراً بشكل ملحوظ مما يُمثّل مصدر راحة للمستثمرين حتى في الأزمات.
اخيرا، جديرا بنا ان نفخر اولا ببلدنا وقيادتنا فهم صمام الرفعة والامان بعد الله سبحانه وتعالى، وثانيا علينا ان نفخر بوجود شركة عظيمة كـ “ارامكو السعودية”، فارقامها وتأثيرها العالمي واضح للعيان مهما كانت بصائرهم عليها غشاوة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال