الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشير الدراسات إلى أن بلد المنشأ أو عبارة “صُنع في” تؤثر في تفضيلات المستهلكين وقرارات الشراء لديهم. بل إن عدداً من الدراسات تشير إلى أن المستهلكين يربطون ما بين بلد المنشأ وجودة المنتج، فعلى سبيل المثال، تصورات الجودة عن منتج معين مصنوع في بنجلاديش قد تختلف لدى العديد من المستهلكين عن منتج مصنوع في ألمانيا مثلاً. بل إن الدراسات المتخصصة في هذا المجال وجدت أن التصنيف الاقتصادي للدولة يؤثر في تفضيلات المستهلكين، فمثلاً عند مقارنة منتجين أحدهما من دولة متقدمة والآخر من دولة نامية، فإن المستهلكين على الأرجح سيفضلون منتج الدولة المتقدمة.
لكن تفضيلات المستهلكين تتجه لمنتجات البلدان النامية في حالة واحدة وهي عندما تكون تلك الدول شهيرة بمنتج معين مثلاً القطن المصري، العود الهندي، الصوف الكشميري، التمر السعودي. حيث يفضل المستهلكين تلك المنتجات من هذه الدول بالذات حتى لو تم انتاج مثلها من دول متقدمة. فالتمر السعودي هو المفضل على الأرجح لدى كثير من المستهلكين السعوديين عندما تتم مقارنته بتمر أمريكي.
كذلك، أشارت العديد من الدراسات على أن السعوديين يفضلون السيارات الألمانية مقارنة بالسيارات اليابانية والأمريكية، وأن أكثر الدول المرتبطة لديهم بالجودة هي اليابان، فالمنتجات اليابانية هي الأكثر جودة من وجهة نظر السعوديين مقارنة بباقي منتجات الدول الأخرى. وأظهرت دراسة حديثة أن السعوديين يفضلون العلامات التجارية المحلية في المنتجات الغذائية خصوصاً منتجات الألبان بنسبة 69% مقارنة بالعلامات التجارية الغذائية المستوردة وتعتبر هذه النسبة أعلى من المتوسط العالمي والمقدر بنحو 54% مما يدل على التوجه الواضح لدى السعوديين لتفضيل العلامات التجارية الوطنية.
وفي دراسة أخرى عن أسباب تفضيل المنتجات المحلية الغذائية من وجهة نظر السعوديين، نرى أن الجودة أتت في المرتبة الأولى والسعر في المرتبة الثانية وهناك اعتبارات أخرى ساعدت على تفضيل المنتج المحلي له علاقة بالمأكولات “الحلال” مثل الذبح على الطريقة الإسلامية وعدم استخدام منتجات الخنزير والكحول وكذلك ارتباط دعم المنتج المحلي بالانتماء الوطني والاجتماعي من وجهة نظرهم.
ومن الملاحظ بشكل عام أن المستهلكين السعوديين في الوقت الحالي لديهم توجه واضح لدعم المنتجات الوطنية مقارنة بالسابق وبأن دعم المنتج المحلي له أبعاده الأخرى التي تؤثر على الاقتصاد بشكل عام. وهذا التوجه في سلوك المستهلكين ساعد على نجاح العديد من المبادرات والتي كان آخرها حملة قادتها إحدى تطبيقات التوصيل المحلية لدعم المطاعم المحلية بالتوصيل المجاني لتلك المطاعم والتي لاقت قبول كبير من المستهلكين. كذلك أطلقت هيئة تنمية الصادرات السعودية مبادرة بعنوان “صُنع في السعودية” بهوية موحدة للمنتجات والخدمات السعودية وفق رؤية محددة لدعم المنتج الوطني وجعله الخيار الأفضل للمستهلك والمساهمة بترويج تلك المنتجات والخدمات في الأسواق المحلية والعالمية وتعزيز المنتج السعودي وفق معاير جودة مرتفعة.
وعلى الرغم من تلك الجهود الرائعة لدعم المنتج الوطني، إلا أنني أعتقد أنه من اللازم تعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية ذلك التوجه وأثره الكبير على الاقتصاد، خصوصاً لصغار السن. بل إنني أعتقد بأهمية حضوره في مناهج التعليم العام والجامعي والغرس في نفوس الطلاب بأنه واجب وطني واجتماعي مهم ومؤثر في دعم الاقتصاد الوطني، وأن كل ما يدفعه المواطن لدعم الاقتصاد الوطني سيصل إليه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
خلاصة القول، دعم المنتج المحلي ذو الجودة هو واجب وطني وأحد دلالات الانتماء الاجتماعي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال