الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عند الامعان في نتائج الاداء المالي للبنك السعودي البريطاني «ساب» نجد انها افضل قبل الاندماج مع البنك الاول، فالارباح هبطت بنسبة كبيرة حيث كانت في علم 2018 حوالي 4.9 مليار ريال لتقل الى حوالي 2.8 مليار في عام 2019 ولتسجل خسائر فاقت ال4 مليار في عام 2020. اما على صعيد الودائع فنرى انها فقدت حوالي العشرة مليارات ريال في عام 2020 مقارنة بعام 2019. وهذه مؤشرات لا تبشر بخير، اما المساهمين فقد فقدوا ما يتجاوز ال35% من قيمة اسهمهم بعد الاندماج، وبالمثل انخفضت التوزيعات النقدية الموزعه لتبلغ صفر في عام 2020. اذا من كان المستفيد من عملية الاندماج؟
الى الان خسر مساهموا بنك ساب من عملية الاندماج خسارة فادحة، فالمؤشرات المالية قبل الاندماج كانت افضل، والتوزيعات النقدية كانت ممتازة قبل الاندماج واداء السهم ايضا كان ممتاز قبل الاندماج.
لا شك ان قرار الاندماج كان قرار بعيد المدى والتأثير، ولكن كان ينبغي الاخذ في الاعتبار النتائج المباشرة وتأثيرها على البنك والمساهمين، فما فائدة الاندماج الاستراتيجية اذا كان سيؤثر سلبيا على المدى المتوسط والقصير. حتى ان تقييمات البنك من بيوت الاستثمار قلت بعد الاندماج.
شخصيا اعتبر ان انخفاض الودائع في البنك مؤشر على انخفاض مستوى الثقة في الكيان الجديد، وخصوصا ان الانخفاض في الودائع جاء حتى مع احتساب وديعه البنك المركزي في الكيان الجديد بما يعادل ال6 مليارات ريال. فلماذا خرجت حوالي ال10 مليارات ريال من الدوائع.
سيكون عامنا هذا عام مهم في الحكم على فشل او نجاح الاندماج الذي حدث بين البنك الاول وبنك ساب، خصوصا انه تم الاعلان مؤخرا عن اكتمال عملية الاندماج بشكل كامل، وبالتالي ستكون اجابة سؤال عنوان هذا المقال مؤجلة لحين ذاك.
قصص الاندماجات ليست دائما في صالح المساهمين، فرب اندماج خلف وضعا اسوء مما قبله واتى بنتائج اسوء ايضا. فالحماسة وحدها لا تكفي، ودراسات الجدوى يحفها عادة المبالغة في التفاءل، وحدها حرفية الدمج ودراسة واقع القطاع بتجرد وتطبيق الاندماج بأعلى مستوى من الحرفية كفيل بإنجاح الاندماج.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال