الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العملات الرقمية هل ستقلب موازين نظام النقد فى العالم وتحل محل النقود التقليدية فى المستقبل القريب أو البعيد مع التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية والعولمة التى سادت العالم حتى أصبح العالم قرية صغيرة.
فى الاونه الاخيرة لفتت العملات الرقمية أنظار العالم بشكل كبير بعد الارتفاعات الضخمة فى أسعارها وخاصة عملة (Bitcoin)
وفي مقالي هذا سوف أوضح للقارئ كل مايحتاج معرفته عن العملات الرقمية (المشفرة) بشكل بسيط .
بالبداية ما هي العملات الرقمية ؟ عملات الكترونية تم إنشاؤها نتيجة للتطور التكنولوجي وأول عملة أنشأت بالعالم كانت عام 2009 وهى البيتكوين من خلال أجهزة كمبيوتر عملاقة باستخدام تكنولوجيا خوارزميات رياضية معقدة وفى خلال عشر سنوات تطور العمل بها وبدأ التداول عليها ووضع رقابة عليها وتحكم عن طريق نظام ( البلوك تشين ) وهو يصنع سجل لعمليات الشراء والبيع بشكل غاية فى الدقة لكل الحسابات عن طريق اسم مستخدم ورقم سرى و يتم الحصول عليهما للمتعامل على الشبكة، وتعد فئة المعدّنين هي عصب سوق العملات الرقمية، لأن أفرادها هم من يقومون بتكوين العملات، أو ما يمكن أن نطلق عليه مُصدري العملات الرقمية.
مع بداية استثمار شركات كبرى وكبار الشخصيات الاقتصادية وبعض الدول فى عملة البيتكوين بمليارات زاد سعرها بشكل جنونى وزادت حجم المضاربات لتحقق قمة تاريخية وبدأ السعر بالتذبذب هبوطا بعدها ياخذنا هذا التوجه الذى رصد من كل أنظار العالم الى تساؤلات منها.
ماهو حجم سوق العملات الرقمية ؟ وماهو عددهم ؟ حسب تقديرات وسائل الإعلام الاقتصادى العالمية يوجد 4 آلاف عملة رقمية متداولة فى العالم ويتراوح قيمتهم السوقية بشكل تقديرى من 900 مليار دولار الى ترليون دولار وهو مايقارب 1.13% من الناتج الاقتصادي العالمي ويسيطر على سوق العملات 10 عملات على رأسهم ( البتكوين ) بقيمة 69% من القيمة السوقية للعملات الرقمية ياتى بعدها ( الإيثريوم – تيثر – بولكادت – كاردانو – ريبل – نيم –لايتكون – داش – نيو) ليمثلوا 91% من سوق العملات المشفرة الاجمالى بعد التطرق لحجم سوق العملات مهم معرفة.
ماهو مدى انتشار وقدرة العملات الرقمية فى الوقت الحالى ؟ الى الان التعامل عن طريق العملات الرقمية للمضاربات ويسيطر عليه كبار المستثمرين ولم ترتقى للاستخدام كنقود او وسيلة لتبادل السلع ومن وجهة نظرى تحتاج الى سنوات وتنظيمات وقبول رسمى وهذا لايمنع من وجود بعد الشركات والدول المحدودة جدا وفى نطاق ضيق التى سمحت باستخدامها فى الشراء عن طريق الانترنت ويوجد شركات مثل فيس بوك تخطط لإنشاء عملة رقمية خاصة بها وغيرها من الشركات
ولذلك جذبت العملات الرقمية فئة أكبر من المستثمرين و خصوصا بعد توجه رجال اقتصاد وشركات كبرى لأستثمار بالعملات الرقمية وتوجه فئة صغيرة من صغار المستثمرين حيث انه سوق جديد وظنا منهم بجني أرباح طائلة لما شهدوه من ارتفاعات ضخمة وحرصا منهم على الربح السريع حتى اذا كان مخاطرة مرتفعة وايضا الدعم المعلوماتى والاعلامى للربح الضخم السريع.
ومن النقاط المهمة التى تأخذ بالاعتبار وتجعلنا نتوخى الحذر هى ان سوق العملات الرقمية حتى الآن لا توجد قوانين تنظم العمل فيه من حيث التداول أو المخالفات التى تحدث بهذا السوق وتضر باموال المستثمرين ولكن من المحتمل فى المستقبل ان تصدر الدول والبنوك المركزية التى سمحت بتداول هذه العملات الرقمية وخصوصا لانهم ياخذونها فى دائرة الاهتمام.
وبعد التطرق لجوانب عدة نستخلص ان مستقبل العملات الرقمية احتمال انها تقلب موازين النظام النقدى العالمى فى المستقبل قد تكون واردة خصوصا بعد بداية حصولها على قبول من بعض الدول الكبرى والشركات الكبرى ولكن ذلك يحتاج مزيد من الوقت والقبول الدولى وفرض القوانين المنظمة والتى تحد من مخاطرها الأمنية لكى لا تسمح بالممارسات غير المشروعة من غسيل أموال ونقل أموال بطرق غير مشروعة فلابد من وضعا تحت رقابة البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى بالدول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال