الهِواية في كَنف الهُوِيَّة

مُنيرة الباهلي

احتفلنا جميعًا بالعُرس الثقافي وشهدنا الجهود الرائعة التي تبذلها وزارة الثقافة، متمثلة بقائدها صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود؛ وفريقها المتميز في احتفاء وطني شاهداً على ما أرست حضارتنا من منجزات تزدهر بمسيرة الإنسانية وهي تنشر ثقافتها بواسطة نتاج أبناءها من مختلف مشاربهم، حيث كان التراث هو الأرضية التي نشترك فيها وننطلق منها لغدٍ مزدهرٌ، لا ينفصل عن جذورٍ امتدت لعمق التاريخ العربي والإسلامي، مُدركين بذلك أن تنميتنا وتطورنا لا تفصلنا عن هويتنا الوطنية وتراثنا بل امتداد لها.

إن مهمة السعي لاستدامة التراث اليوم ليست ترفًا يسعى له المهتمين أو النخب الثقافية.
بل هو رأسمال اجتماعي ثقافي يحتاج لعمل متواصل، وجهود متضافرة تُدرك أهمية استثمار هذا الإرث الثقافي العظيم مُسخرة جميع إمكاناتها لصونه واستدامته.

إذ أن توظيف هذا الإرث العظيم يصبح أكثر تميُّزاً وأهمية حينما يصب في الاقتصاد المحلي،
متحولاً من عراقة التراث ودفئه إلى جزء من سوق كبير تروَّج فيه البضاعة الثقافية من كل مَشرِب، فنصبح بذلك أرسخ في خُطى التقدم، بفضل استقطاب العقول المُبدعة المُنتجة لصناعة ناجحة قادرة على الوصول للأسواق العالمية، حاملة على جناحيها المنتج والإرث، مُستلهمة ذلك من جذورها ومُستغلة بذلك مواردها الوطنية مُستهدفة اقتصادها، حافظة هويتها.

فهُنَا نقول لكل من حمل على عاتقه هذا التكليف جهات أو أفراد تكريمكم يستحق الإشادة، فقد أثبتم بما لا يدع مجالاً للشك أنكم على قدرِ هذه المسؤولية بكل ما تحمله من تحديات ساعين بحيويَّة للتَّكاملِ مع كُلِ ما يحفظ تُراثنا بما فيه من ماضوية آخذين به للازدهار ذائدين عن أصالته.

بكل ما أوتيتُ من فخر وباعتزاز الشامخين أُبارك لوطني الأبيّ هذا النجاح.

على قممّ المجد دائماً، مهد الإسلام ومعقل العروبة أرضًا وشعبًا.