الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خرج زيد من مبنى الجمارك المهيب في ميناء جدة الإسلامي وهو ينظر إلى المستندات التي بين يديه بحسرة فقد تم ايقاف كافة الشحنات المستوردة بإسم مؤسسته والواردة للمملكة حالياً ومستقبلاً بسبب ضبط كميات من المواد الممنوعة ضمن إحدى الشحنات. وتكرار الايقاع بمثل هذه المضبوطات من ذات بلد المنشأ التي يعتمد زيد على إنتاجها بمعدل يزيد عن ٩٩٪ من تجارته.
الحقيقة أن زيد لم يكن تاجراً يوماً، بل إنه لم يكن يعلم عن محتوى الشحنات والمواد الممنوعة التي تم ضبطها فيها، لذلك كان حينها تائهاً يمشي مترنحاً لما تراوده من أفكار عن ما سيترتب على ماحدث، فقد كانت هذه الشحنات هي مصدر الدخل الوحيد له، وهو الذي لم يسعى للعلم طوال هذه السنوات فلم يكتسب مهارة ولم يحصل على شهادة دراسية ولم يمارس العمل لينال الخبرات العملية. بل حتى لم يشارك فعلياً في العمل بتخصص المؤسسة المملوكة له وهو نشاط الاستيراد والتصدير، بل كان مجرد حامل الختم والتوقيع والأوراق والانظمة الإلكترونية الرسمية، متستراً على عدد يربو على الستين شخصاً من جنسيات مختلفة، يعملون بكفالة مؤسسته ويستخدمون اسمه في كافة معاملاتهم!!
“لا تعتل هم، الموضوع بسيط وكل الامور تتحل بالفلوس” قال عرفات هذه الكلمات والارتباك ظاهراً على هيئته ولغة جسده، وكان رد زيد بتلعثم: “هل ستتأثر ايراداتنا؟! انا ما اعرف شي عن شغل المؤسسة، انت وجورج وامتياز أصحاب المؤسسة الفعليين والكل يعرف ذلك يا عرفات، ارجوك أن تقول ذلك أمام الجهات الرسمية”. حرفياً لم يكن زيد يهتم أو يعلم مالذي يحدث والنتائج المترتبة، سوى من ناحية تأثر دخله السنوى الضخم والذي استمر طوال عشرة سنوات مضت.
“بناءً على المداولة، فقد تقرر حبس السيد زيد على ذمة التحقيق وذلك لتوجيه الاتهام بالمسؤولية الكاملة في قضية تهريب المواد الممنوعة، لمسؤوليته الكاملة عن أعمال المؤسسة وتوقيعه بالموافقة على الإجراءات مسبقاً إضافة إلى اتفاقه مع جهات التهريب في بلد المنشأ، كما قررنا إخلاء سبيل كلاً من السيد عرفات والسيد جورج والسيد امتياز، وذلك لعدم كفاية الأدلة” رفعت الجلسة!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال