الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بالرغم من ندرة الكتابات والمقررات الجامعية حول الاخلاق البيئية وعلومها الا ان هناك اهتمام عالمي متزايد بالبيئة والاستثمار بها ومع الاشكالات التي حدثت للمناخ بشكل عام من حرائق وجفاف وفيضانات الا ان هناك اعمال دولية منظمة تسعى الى التوسع في الاستثمار البيئي الدولي مما يتوقع ان تتعاظم هذه الاستثمارات للتجاوز ٨ تريليون دولار وفق تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئة .
المملكة تضطلع بدورها الرائد في تعزيز القيمة المضافة للاقتصاد البيئي ويظهر جلياً من خلال مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ انها تعمل جيداً على هذا المحور في بعده التنفيذي نحو اقتصاد جديد متنوع ومستدام وكذلك التزامها الدولي كعضو في مجموعة دول العشرين بمكافحة التغير المناخي ضمن اتفاقية باريس ومنصة الكربون الدائري وحماية البيئة وبقية المواثيق الدولية ذات العلاقة .
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزير ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يحفظه الله احد اهم القيادات حول العالم ممن دعم وبادر في ترسيخ الاهمية العالمية والاقليمية والمحلية لهذا المفهوم الحديث كما ان التوجه نحو الاسثمار البيئي و التنمية المستدامة وجودة الحياة يؤشر الى المضي قدماً في خلق فرص جديدة وفرص عمل واسعة ولعلنا بهذه المناسبة نستذكر مبادرته حفظه الله : السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، اضافة الى ما تحقق من مبادرات اخرى تتعلق بالطاقة الجديدة وإنتاج وتصدير الهيدروجين وبرامج الاقتصاد الدائري للكربون والتي ستوصلنا الى الريادة العالمية والازدهار وتبوء المراكز العالمية المتقدمة في الكثير من المؤشرات ، الجميل في ذلك ان هذا المكون الهام مرتبط بالنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة والاستدامة والتنوع والمسؤولية الاجتماعية والتوظيف ونقل الخبرات وارتكاز ما سبق على التقنية والذكاء الاصطناعي مما يعني ان هناك تكامل في بناء المنظومة الاقتصادية .
المراكز البحثية والجامعات السعودية مناط بها تعزيز الدور البحثي والاكاديمي ولعلنا نرى قريبا تخصصات وكليات تواكب المتغيرات الجديدة وخاصة في ابعاد البيئة الفلسفية والابتكار فمن المهم التأسيس للمعرفة البيئية وتشريعاتها وكذلك توفير مخرجات قادرة على ادارة وانتاج المرحلة الجديدة ، في المقابل نتطلع الى دور فاعل للقطاع الخاص للاسهام في تعزيز فرص الاستثمار والتشغيل وان يعمل بدور تكاملي مع الجهات الحكومية للانطلاق نحو مستقبل يقوده القطاع الخاص بما يحقق آفاق جديدة ومستدامة .
مجمل القول : قال سيدي سمو ولي العهد في اللقاء التلفزيوني : ( إذا دمرت البيئة دمرت كل فرصك في السياحة فالبيئة لها أثر مباشر على كل المستهدفات الاقتصادية لرؤية المملكة 2030، وإذا أردت أن تستقطب رؤوس أموال وعقول داخل المملكة العربية السعودية فيجب أن تحقق لها جودة الحياة، وأحد أعمدة جودة الحياة هي البيئة ).
من هنا فإن الاستثمار في البيئة احد اهم مرتكزات اقتصادنا الحديث ويحظى باهتمام سموه الكريم وهو ما يحمل مبشرات نحو ازدهارها ونموها ومواكبتها للمتغيرات ونثق في امكاناتنا التي تنافس وتثبت وجودها على خارطة العالم في كافة المجالات .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال