الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع الاخبار عن إبرام صفقة ائتلاف شبكة خطوط أنابيب بمتحصلات تُقدّر بنحو 12.4 مليار دولار، مع احتفاظ أرامكو بحصة أغلبية نسبتها 51% في الشركة الجديدة (خطوط انابيب ارامكو)، عادت العديد من المقالات والتحليلات السطحية بفرضيات غير صحيحة تعتمد على الإثارة الإعلامية وليس على الواقعية كالتي لاحقت ارامكو السعودية لسنوات قبيل الطرح.
تُظهر الأدلة أن الإعلام المتحيز والمُغرض سيظهر دائماً عندما يتعلق الأمر بالأخبار عن اقتصاد المملكة العربية السعودية.
اما بخصوص بعض الصحف العالمية التي فسرت مثل هذه التحركات بأنها لن تُسعد مستثمري ارامكو، فلابد عليها ان تتوقف عن استخدام هذه الاسطوانة المشروخة التي استخدموها على مدى سنوات من قبل طرح ارامكو، فالعالم يتغير وأصبح مستوى الرؤية لديه أعلى من مستوى رؤية كثير من المحلّلين النمطيين من أصحاب الأجندات، فالعالم أصبح يرى الفُرص في المملكة التي تولّدت من برامج رؤية 2030 بشفافية مُطلقة.
تم تداول اخبار شركة خطوط أنابيب أرامكو بشكل غير بنّاء من قبل بعض وسائل الإعلام العالمية على أن أرامكو السعودية تبيع أصولها، وتتخذ هذه الخطوة كجزء من محاولة لتسييل أصولها لسداد الديون والحفاظ على توزيعات الأرباح، وتمويل الاستثمارات المخططة ودعم الإصلاح الاقتصادي الوطني.
كما ذكرت بعض التقارير أن هذه الخطوة قد تُعرّض خطط الرياض للتنويع الاقتصادي المنصوص عليها في خطة رؤية 2030 للخطر.
ركّز العديد من المحللين السطحيين فقط على نقطة التأجير ثم الاستئجار، متجاهلين تماماً تحليل هذه الخطوة الاستراتيجية من زواياها المختلفة:
* الحوكمة:
ارامكو السعودية، وهي الآن شركة مدرجة في السوق المالي السعودية (تداول) ، ملتزمة تماماً بإعادة تأهيل أدواتها التشغيلية والاستثمارية بما يتوافق مع متطلبات رؤية المملكة 2030 والسوق الدولي. علاوة على ذلك، فقد رفعت مستوى الشفافية التشغيلية، وانعكس ذلك على تعزيز الشفافية في ميزانيتها العمومية. ستُعزّز هذه الخطوة بالتأكيد مرونة أرامكو التشغيلية وقدرتها على الاستجابة لديناميكيات السوق المتغيرة.
* تعظيم عائد الاستثمار للمساهمين:
جادلت بعض وسائل الإعلام بأن مستثمري أرامكو قد لا يكونوا سعداء بهذه الخطوة، في الواقع سيكونون أكثر سعادة لأنها ستساعد على زيادة العوائد للمساهمين وتعظيم قيمة استثمارات المساهمين من خلال اشتقاق الشركات المربحة من داخلها. كالعادة، سنسمع انتقادات مختلفة كما سمعنا في السنوات التي سبقت الاكتتاب العام لشركة ارامكو. ومع ذلك، بمجرد تشكيل الشركة الجديدة، سنجد نفس النُقّاد يندفعون للاستثمار فيها.
* التوافق مع برنامج الشريك الاستثماري:
ستستفيد شركة خطوط انابيب أرامكو من الفرص الجديدة وتتوافق استراتيجياً مع برنامج شريك الاستثماري الذي أُطلق مؤخراً بمزاياه المتعددة، تتصدر ارامكو قائمة كبرى الشركات في المملكة التي ستساهم في البرنامج والذي هو شراكة بين الدولة والقطاع الخاص. مثل هذه المشاريع تحت مظلة برنامج شريك ذات مخرجات متعددة المنافع.
ما حصل يعطي اشارة بأن ارامكو السعودية تتربع على رأس قائمة الشركات الكبرى في المملكة التي ستساهم في برنامج شريك القائم على شراكة بين الدولة والقطاع الخاص من جهة و إيجاد أدوات استثمارية جديدة سواء للمستثمر المحلي او الإقليمي او الدولي من جهة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج شريك سيؤدي إلى إنشاء العديد من الشركات المدرجة التي ستساهم في خلق فرص عمل نوعية للمواطنين.
نتذكر كيف ساهم خط انابيب تابلاين في إحياء وتطوير العديد من المدن في الجزء الشمالي من المملكة. شبكة خطوط الانابيب ممكن ان تتوسع إلى أن تخدم منطقة الخليج العربي بأكملها ويكون لها منافذ استراتيجية على البحر الأحمر، وقد تكون ضمن خطط التكامل الاستراتيجي بين دول الخليج العربي مثل الربط الكهربائي وربط الغاز ايضا.
من كل الزوايا الحراك في هذا التوجه في خطوط الانابيب استراتيجي ومهم جدا وفي مصلحة الاقتصاد السعودي والاقتصاد والإقليمي بل وحتى أمن الطاقة العالمي، حيث قد يتم إدخال العديد من خطوط الأنابيب الجديدة في المنطقة والتي ستكون مفيدة بشكل كبير لمنتجي النفط الخليج العربي.
نستغرب من بعض منافذ الإعلام المؤدلجة انها لم تستطيع أن ترى كل هذه الحقائق!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال