من الذي هزم الجائحة .. “منظمة أوبك” أم تُجّار النفط؟

على الرغم من ان الطلب العالمي على النفط لم يرجع الى مستويات ماقبل الجائحة، إلا أن الأسعار تجاوزتها، ومع ذلك اظهر منتجو “اوبك” مرونة كبيرة في تكييف سيناريوهات خفض الإنتاج وفقاً لمتغيرات وحاجة السوق.

حاجة أسواق النفط لجهود اوبك لادارة السوق بفعالية اكبر من اي وقت مضى مع استمرار تداعيات الجائحة على الطلب على النفط. تتجدّد الحاجة إلى تلك الجهود في استمرار نهج عودة الانتاح التدريجي والحذر لاستدامة استقرار السوق وتحركات الأسعار والوقاية من التقلبات الحادة. سيساعد الارتفاع التدريجي لحصص الإنتاج في اشهر مايو ويونيو ويوليو السوق على احتواء الزيادة في الإنتاج، والسماح لمنتجي أوبك+ برؤية تأثير الزيادة على السوق وتمكينهم من تعديل الإنتاج وفقًا لذلك.

تأثير الجائحة على الطلب على النفط كان كارثي مما اضطر منتجي “اوبك” الى اكبر تخفيض للانتاج في التاريخ، ولكن تُجّار النفط كانوا نشطين في التجارة والتحوط بالرغم من ذلك، حيث اشتروا النفط بالأسعار الزهيدة وقاموا بتخزينه ثم بيعه عند ارتفاع الأسعار.

متوسط ​​سعر خام برنت كان 64 دولار عام 2019 وهبط إلى 42 دولار في عام 2020. حتى عند هذه المستويات المتدنية، حقق تُجّار النفط أرباحاً كبيرة في العام 2020، والذي شهد انخفاض تاريخي للاسعار وتقلبات حادة.

حقيقة أن البنوك المركزية تتدخل بشكل مكثّف لدعم اقتصاداتها ينبئ عن انتعاش قادم للاقتصاد العالمي، وهذا يُعطي فرص اخرى سيستفيد منها تُجّار النفط في حال حدوث تقلبات في الاسعار.

ذكرت بلومبرج أن العشرات من كبار تجار النفط حققوا أرباحاً بمليارات الدولارات في عام 2020، حيث سجل كبار تجار النفط أرباحاً قياسية في الغالب من خلال الاستفادة من هيكلية الكونتانغو، خاصة خلال أسعار النفط المنخفضة تاريخيا في شهري أبريل ومايو عام 2020، بينما لم يستغل المنتجون ذلك اقتصاديا بتوظيف آليات لإدارة المخاطر والتحوط.

لايزال منتجو “اوبك” بعيدين عن عدم الاستفادة من النفط كسلعة بدلا من التركيز على قوى العرض والطلب فقط في تطبيق استراتيجاتهم. أو بعبارة أخرى، الابتعاد عن اتباع جميع قواعد أسواق السلع والتوقف عند قواعد العرض والطلب فقط.

ألم يحن الوقت لأن يتبنّى منتجو “اوبك” أسلوباً مناسباً لإدارة المخاطر والتحوط؟ وأن يتم ذلك جنباً إلى جنب مع جهود منظمي انشطة تجارة السلع مع مراقبتها لإيقاف اي تلاعب قد ينجم عن تجّارة النفط.