الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في 90 دقيقة وبنفس واحد، كان حديث سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان عن الرؤية بسلاسة وثقافه واطلاع مبهر تاريخياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، جاء في طيات حديثة شرح يصل إلى جميع شرائح المجتمع عن التخطيط والاستراتيجية وكيفية العمل بهمة وطموح واعتدال، هذا كله مع الالتزام بالشفافية والإيجابية.
في 90 دقيقة، طمئن سموه ولي العهد المواطنين بحديث شجاع من القلب، وبصراحة متناهية، مع تسمية الأمور بأسمائها وبمنطق واضح وحجج قوية، مما أدى إلى تفاعل الشارع السعودي معه بإيجابية قياسية، كما طمئن سموه أيضا العالم الخارجي عندما أكد على ثبات وعقلانية السياسة السعودية التي تُقدّم المصلحة الوطنية مع التأكيد على ازدهار وسلامة الاخرين.
حديث ولي العهد احتوى معلومات بسرد تاريخي للإنجازات بالأرقام، وكأن وزرائنا وقطاعاتنا العامة والخاصة تمثّلوا في شخصه الكريم، مختصراً بذلك الماضي والحاضر وباسترسال وارتجال واستحضار قوي، قاد فيها وبجسارة تحديّات فائقة الأهمية والحساسية نحو المستقبل، أهمها هو الانتقال من المدرسة التقليدية في الإدارة (إنجاز معاملات الأوراق الروتينية اليومية)، إلى المدرسة الغير تقليدية في الإدارة القائمة على بالابتكار والحوكمة في الأداء وبمؤشرات قياس في الانجاز.
كما تطرق سموه إلى الإنجازات الواقعية بالرغم من التحديات الاستثنائية، فكل الأرقام التي كان يُعتقد بأنها غير قابلة للتحقيق كُسرت في عام 2020 وبرغم الجائحة، وغالبا مزيد من الأرقام سوف تُكسر في 2025، ما يعني بأن المملكة سوف تُحقّق أرقاماً أكبر في 2030 بمشيئة الله تعالى، خاصة أن كلمة الخوف غير موجودة في قاموس السعوديين، ولأن أهم ركيزة لنجاحات المملكة هو المواطن السعودي، كما أكد عليهما سموه في حديثه.
أيضا وضح سموه وأكد على استمرارية دور النفط ليس في شكله التقليدي كبرميل “نفط خام” ولكن في كون هذا البرميل عبارة عن مواد وصناعات تُستخرج منه، مما يجعل هذا البرميل اغلى بكثير من بيعه في هيئة الخام، لأن المستقبل يكمن في الصناعات المستخرجة من البترول، ومع هذه الاستراتيجية جاء توجّه الرؤية لشركة أرامكو السعودية إلى تحويل 3 مليون برميل من النفط الى صناعات تحويلية بحلول عام 2030.
أما على مستوى المتخصصين، فقد أبهرهم سموه بمستوى تمكّنه من قراءة الإشارات المستقبلية عندما تطرق لتوقعات العرض والطلب المستقبلي على النفط بطريقة تحليلية واقعية ولكن ببساطة تمكن المواطن العادي على استيعاب المعلومة، فكانت جملته وافية عندما شرح بأن “العرض يقل بشكل أكبر من الطلب”، وذكر كيف أن الولايات المتحدة التي تُنتج فوق 11 مليون حالياً متوقع لها أن لن تستطيع ذلك بعد 10 سنوات ومثلها روسيا والصين، وهذا يعني ان ارتفاع الطلب على النفط لن يقابله ارتفاع في الإمدادات النفطية لأن أنشطة المنبع شهدت تراجعا كبيرا في السنوات القليلة الماضية، وزادت حدة ذلك بعد تأثيرات الجائحة مما سيكون كارثياً في تلبية احتياجات الطلب المتنامي على النفط مستقبلاً.
تحدث سمو ولي العهد في كل الملفات تقريبا وبشكل ممنهج وسهل التتبع والفهم، مثل الاجراءات والقرارات التي اتخذت في سبيل معالجة مشكلة البطالة، ومسألة ضريبة القيمة المضافة، وتحسين معدل النمو وكفاءة التشغيل وما تحقق من نتائج ايجابية ملحوظة، بحيث ينتقل اقتصاد المملكة من اقتصاد يعاني من الكثير من الاختلالات الى اقتصاد حقيقي يستجيب للعلوم الاقتصادية ونظرياتها في مواجهة التحديات وعلاجها وتحقيق معدلات نمو وتنمية جادة.
ولي العهد تطرق بإسهاب موجز للكثير من المواضيع الهامة، ولكن الأهم في اللقاء هو أن الامير محمد في كل مرة يظهر فيها إعلاميا فإنه يغطي على كامل المنظومة الإعلامية في شرح ما يحصل لعدة سنوات، المنظومة التي لم تعد تهم المواطن السعودي بقدر اهتمامه وانتظاره بشغف لظهور قائد الرؤية الذي يقوم بمهمة شرح ما هو حاصل بامتياز، وليكون صمام أمان ومصدر الهام وشغف وتأثير إيجابي خاصة في شباب وشابات الوطن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال