الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جاءني صديقي متسائلا حول واقعنا؛ واقع الدول العربية، واقع الشرق الأوسط، والواقع الآخر المتمثل في الغرب، أو أقصى الشرق؛ أوروبا، أمريكا، والصين. لماذا من يحتلون قائمة أغنى الأشخاص في العالم هم غالبا من الغرب أو الصين؟ لماذا أعلى الشركات قيمة هي الشركات الأمريكية؟ فيسبوك، جوجل، مايكروسوفت، أبل، سامسونج. لماذا أفضل شركات السيارات أوروبية وأمريكية؟ هل نحن نمثل أثرا كبيرا في الميزان العالمي أم لا؟
والحقيقة كانت هناك كثير من التساؤلات التي تعبر عن واقع ملموس نراه بأعيننا جميعا. نعم السعودية من ضمن أفضل 20 دولة اقتصاديا على مستوى العالم، لكن أليس هذا بسبب اقتصادنا المبني على النفط. وأي نعم بدأت المملكة في طريق التحول إلى الاقتصاد غير النفطي، وهو ما تعبر عنه رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني، لكن هل تكفي الجهود التي تقوم بها الدولة؟ أم الدور الرئيسي يقع علينا نحن كمواطنين، في أن يكون لنا تأثير كبير في توازن كفتي الميزان العالمي، بل كيف يمكن أن نكون الكفة الأكثر ثقلاً؟
تحدثت مع صديقي مطولاً، لكن كانت هناك بعض النقاط التي اتفقنا معا حول أهميتها؛ أولاً أهمية زرع الطموح والإيجابية في أبنائنا منذ الصغر بشكل منظّم؛ بأن يكون لديهم الإيمان بقدرتهم على التغيير وعلى التأثير وعلى إمكانية تقديم الاختراعات وتقديم الأفكار التي تؤثر على العالم أجمع، وأن يتحلى المؤثرون في أوطاننا بدورهم المتمثل في تحفيز الأبناء والطلاب والشباب على اتخاذ مسارات حياتية تؤدي بهم في نهاية المطاف إلى أن يكونوا في المكانة التي تصقل أثرنا على مستوى العالم.
العقلية ينبغي أن تتغير من عقلية استهلاكية ثابتة، وأقصى طموحها الحصول على أحدث إصدارات الشركات العالمية، إلى عقلية نمو، منتجة لأفضل المنتجات، وتقديم أفضل الخدمات، والعمل بأعلى جودة؛ وهذا ما يُمكننا من الوصول بمنشآتنا ومنتجاتنا وخدماتنا إلى العالمية. والحقيقة أن هناك خطوات بدأت في هذا الطريق بالمملكة سواء من الجانب الحكومي أو من بعض الشركات الناشئة التي أسسها شباب سعودي يدعو للفخر، لكن ينبغي أن يُصبح هذا النمط هو السائد، أن يُصبح لدى الجميع هذه العقلية المؤمنة أنها قادرة على المنافسة العالمية، وبالطبع هذا يتطلب مزيد من التعليم.
التعليم الإداري والتجاري والصناعي والتقني وغيرها من المجالات الحرجة، فينبغي توفير مسارات تعليمية متخصصة ومحفزة لشبابنا من أجل الانضمام إليها، فبكل حال من الأحوال لا يمكن أن يكون هناك تنمية اقتصادية مستدامة بدون الاستثمار الكبير في رأس المال البشري، لإثراء فهم الشباب للعالم ولأنفسهم، ومن خلال محتوى تعليمي متخصص؛ يُمكن تعزيز مبدأ ريادة الأعمال بصورة صحيحة، وكذلك نشر ثقافة الإنتاج التقني والصناعي.
كلي إيمان أننا بتوفيق الله وبقيادة حكيمة ورؤية عظيمة وشعب قادر؛ سنصل بوطننا إلى أن يُصبح رائدا من رواد الصناعة والتجارة والتقنية في العالم، بل يكون نموذجا يُحتذى به في التطور والنمو.
أخيرا؛ أدعوكم من خلال هذا المقال، لمشاركتي رؤيتكم حول كيفية تحقيق ذلك من وجهة نظركم!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال