الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 2008م نزلت رواية سعودية إلكترونية حملت عنوان “سعيدان ولؤي” كان من ضمن أحداثها الرئيسية والتي تهمنا في مقالنا لهذا اليوم هو حدث الوظائف الصيفية والتي كانت عن طريق مكاتب العمل وتهدف إلى توظيف الشباب السعودي خلال الإجازة الصيفية وإكسابهم الخبرة الوظيفية، وبنفس الوقت تهدف إلى شغل وقت فراغهم بما يفيدهم.
كان من أقوى الإشارات في تلك الرواية فيما يخص الوظائف الموسمية أن مؤسسات القطاع الخاص المعني بهذا الأمر تنظر إليها كواجب إجباري من مكتب العمل، وتتعامل وفق هذه النظرة مع الملتحقين بها من الشباب السعودي، بحيث يكون دورهم في هذه المؤسسات هو الحضور فقط، والتوقيع على دفتر الحضور والانصراف في دفتر الدوام، وكذلك التوقيع على التقرير الختامي في نهاية العمل والذي يرفع بدوره إلى وزارة العمل. وقد يكون دور هذا الشاب في المؤسسة التي ألتحق بها أفضل من ذلك كما ورد في الرواية حيث كان دور “سعيدان” في مؤسسة القطاع الخاص التي ألتحق بها هو تنظيم وترتيب ملفات الأرشيف والتي يعود تاريخ بعضها إلى عام 1395 هـ.
والان ونحن في عام 2021م، لا نرى ابتعاد كثير في فهم مصطلح وهدف السعودة من قبل أصحاب بعض مؤسسات القطاع الخاص عن الفهم الذي كان يدور في الرواية عام 2008م، فما زال ينظر أغلبية أصحاب مؤسسات القطاع الخاص إلى أن الهدف هو فقط توظيف، ودفتر حضور وانصراف، ونسبة سعودة تلتزم بها المؤسسة فقط.
يجب أن يدرك جميع رجال الأعمال، وأصحاب مؤسسات القطاع الخاص، أن عملية السعودة هي عملية تدوير للاقتصاد واستثمار بعيد المدى، يعود بالربح للدولة ولمؤسسات القطاع الخاص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
متى يدرك بعض رجال الأعمال أن إتقان أي فرد سعودي لأي مهنة أثناء التحاقه بها من خلال نظام السعودة يعني التوسع في هذه المهنة على المستوى الوطني، والتوسع في عملية الاستثمار فيها، مما يخلق تنافس يعود بالربحية المباشرة وغير المباشرة للوطن والمواطن وكذلك لجميع أصحاب هذه المهنة سواء رجال أعمال أو موظفين.
متى يدرك بعض رجال الأعمال أن إتقان أي فرد سعودي لأي مهنة أثناء التحاقه بها من خلال نظام السعودة هو جزء من الإعلان والدعاية التجارية التي تدفع مؤسسات القطاع الخاص فيها ملايين الريالات سنويًا كما نشاهد.
متى يدرك بعض رجال الأعمال أن إتقان أي فرد سعودي لأي مهنة أثناء التحاقه بها من خلال نظام السعودة، يعني ارتقاء هذه المهنة لتصبح محور رئيس في اقتصاد الدولة، سواء في عملية التصاريح أو الاستيراد أو التصدير.
متى يدرك بعض رجال الأعمال أنه عندما يشير ولي عهد المملكة في أكثر من لقاء ومقابلة بأن الهدف هو التوسع في الاقتصاد، والعمل على عملية تنمية جميع القطاعات الخاصة، وجعلها منافسة عالميًا، أن هذا يستلزم منهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف عن طريق التوسع والانتشار وتعدد المؤسسات ذات نفس الهدف.
وفي ختام المقال لابد من الإشارة إلى أن عملية السعودة ليست عملية ورقية فقط، بل الهدف منها أن تنتج عنها عملية سعودة أخرى، وأن ينتج عن العملية الأخرى عملية سعودة أخرى كذلك، وهكذا يكون القضاء على البطالة مستمر وليس عملية وقتية فقط، وكذلك يكون القضاء على البطالة ذو ناتج اقتصادي للوطن والمواطن ولأصحاب مؤسسات القطاع الخاص، لابد أن يدرك رجال الأعمال وأصحاب مؤسسات القطاع الخاص هذا الهدف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال