الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية، سوف اسرد في هذا المقال بعضا مما تهدف إليه “الاستراتيجية الوطنية للسياحة” والمعدة من قبل “الهيئة السعودية للسياحة”…
الاستراتيجية الوطنية للسياحة” هي استراتيجية تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى ما يزيد على 10% بحلول العام 2030م، وتهدف كذلك إلى توفير عددا كبيرا من الفرص الوظيفية لابناء وبنات الوطن. وقد بدا التغيير الفعلي، من أجل تحقيق تلك الأهداف الوطنية، مع إنشاء التأشيرة السياحية في شهر سبتمبر 2019م، والتي سمحت بالحصول على التاشيرة إلكترونيا من قبل 49 دولة، وهو ما يقارب من 80% من طاقة الإنفاق السياحي على مستوى العالم.
واستمرت جهود المملكة في مجال السياحة الوطنية عبر انشاءها ل”صندوق التنمية السياحي”، وهو صندوق يهدف لتشجيع الاستثمارات السياحية في المملكة، وزيادة المساهمة في الناتج المحلي، بالاضافة إلى تنويع مصادر الدخل وزيادة فرص العمل للسعوديين في القطاع السياحي، تماشيا مع رؤية المملكة والهدف من ذلك هو توفير ما قد يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030م.
ومن الجدير بالذكر كذلك، أن حجم إنفاق السياحة الوافدة إلى المملكة العربية السعودية قد ازداد من 51 مليار ريال في عام 2013م، إلى 101 مليار ريال في عام 2019م. وبالرغم من تأثر حجم الإنفاق في عام 2020م بسبب جائحة كوفيد-19، إلا أنه يوجد الكثير من الجهود العالمية الرامية للتغلب على الجائحة، والتنسيق والتعاون الدولي للتعافي من أجل تحقيق الاقتصاد المستدام في دول العالم. ومع وجود إجراءات حظر السفر حول العالم خلال عام 2020م، فقد أكد “برنامج التحول الوطني” في المملكة أن قطاع السياحة الداخلية هو في مقدمة القطاعات بهدف تنويع مصادر الدخل في المملكة، بعيداً عن النفط، وخصوصاً أن القطاع السياحي في الوطن الغالي هو قطاع ثري واستثنائي للمواطنين والسائحين، على حد سواء.
ومن أهم نقاط الجذب السياحي في المملكة، هو وجود معالم تاريخية وتراثية متنوعة تمتاز بحضارة عريقة تمثل الجزيرة العربية، مثل مدائن صالح في منطقة العلا، حيث أدرجت معالمها ضمن لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. كما تم الكشف مؤخرا عن وجود اكثر من ١٠٠٠ صخرة من الصخور الغامضة والتي تدعى “المستطيل” والموجودة في صحراء بشمال غرب السعودية على مساحة تزيد عن مئتي ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عمرها حوالي 7 آلاف عام، مما يدل على ثراء المملكة بالآثار القديمة على مستوى العالم. كما ان المملكة العربية السعودية هي دائما في محل أنظار العالم حيث انها تستقبل سنويا ملايين الحجاج والمعتمرين من كافة دول العالم، في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهما من أشرف البقاع وتحملان تاريخا دينيا عظيما وبهما الكثير من المساجد والمعالم التاريخية. وبالاضافة إلى ذلك، فقد أعلنت المملكة، في السنوات القليلة السابقة، عن العديد من المشروعات الحديثة الضخمة مثل مشروع القدية، ومشروع “ذا لاين” في مدينة نيوم وهو أحد أكبر المشاريع التي ستساهم في دعم القطاع السياحي، حيث تجسد نيوم، كمدينة مستقبلية، رؤية حديثة ومبتكرة تعتمد على تنمية اقتصادية مستدامة تتوفر فيها جودة الحياة والتوازن مع الطبيعة وسبل العيش والفرص الاقتصادية اللا محدودة. وكذلك، يوجد الكثير من المعالم الجميلة في المملكة مثل الجبال والبحار والصحراء وكذلك المتاحف والمدن والقرى التراثية المتنوعة المعالم والتضاريس في أنحاء المملكة كافة، شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.
واخيرا وليس اخرا، فقد اكدت “مجموعة العشرين برئاسة المملكة العربية السعودية” في عام 2020م، دور السياحة في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة من خلال عائدات السياحة وجهود حماية البيئة والحفاظ على التراث الثقافي وتنسيق الشراكات والتعاون الدولي في هذا القطاع الهام. وتماشيا مع ما قد ذكر، فقد أعلنت “الهيئة السعودية للسياحة” كذلك عن الكثير من المبادرات والانشطة والفعاليات السياحية خلال السنوات القليلة السابقة والمتوقع ان تجتذب الملايين من السائحين خاصة بعد رفع حظر السفر الدولي قريبا. ومن أجل تحقيق أهداف “الاستراتيجية الوطنية للسياحة”، فسوف نرى المزيد من الجهود والمبادرات السياحية الناجحة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة خلال السنوات القليلة القادمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال