الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
للهدايا رمزية عاطفية قوية تتجاوز ثمنها الفعلي لذلك تشكل اهمية كبيرة في الحياة الاقتصادية للافراد والأسر وتختلف انواعها باختلاف الاذواق والفكرة والاهمية ومهما كان ذلك فالأهم هو ان يقابلها الكثير من الامتنان وحفظ الود والتقدير .
سواء كانت الهدايا مرتبطة بالمناسبات كالاعياد او بالعلاقات العاطفية او المناسبات الاسرية الا ان لها العديد من الفنون والقواعد فالهدية المثالية اشبه ما تكون بالسحر الذي يرفع الحالة المزاجية ويوطد العلاقات الميؤوس منها او حتى تحقيق مكتسبات الرضا ومكافآت الذات فأنت عندما تهدي بقناعة فأنت تكافىء نفسك وذاتك قبل المهدي اليه ووفقاً لدراسة بحثية دولية في جامعة لوبيك الألمانية اكدت بأن التغير الذي يطرأ على المخ بسبب تقديم الهدايا وربطه بين الكرم والعطاء ومشاعر السعادة يسهم في زيادة مشاعر الفخر بالذات والسعادة .
الهدايا تُكسب راحة البال ورضا الذات عندما تكون تلقائية ومفاجأة ودون ان يطلبها المهدي اليه لأنها في مثل هذه الحالة لا تكون هدية بقدر ما هي إلا ترضية .
هناك علاقة وطيدة بين اساليب الهدايا وعلم النفس والاقتصاد ففي حيث تكمن فكرة الهدايا في ربط الشعور النفسي الايجابي بالبعد الاقتصادي السلوكي الذي يُنشط حالة اتخاذ القرار في السعر والاهمية والنوعية وصولاً الى سمة العطاء والبذل وإنفاق الأموال على الآخرين مما يعزز من السعادة والرضا وتنمية المشاعر الإيجابية وهو ما سيؤدي الى الفاعلية الانتاجية والترابط الاجتماعي والانتاجي.
تشير المصادر التاريخية الى أن الفراعنة هم أول من عرفوا الهدية والتي كانت ترمز الى الحب و التقدير ، فقدموا الهدايا الى الأم و الزوجة و الأبناء من الأحجار الكريمة والذهب و الفضة وغيرها .
من اغلى واشهر الهدايا العاطفية عبر التاريخ تاج محل وقد اشتهر بأنه رمزاً للحب الحقيقي الأبدي وقد بناه الامبراطور : شاه جان في القرن السادس عشر ، تعبيرًا عن حبه لزوجته : ممتاز محل ، واستغرق بناؤه 22 عامًا وبناه اكثر من 20 ألف عامل وفنان ، وقدّرت تكلفته بحوالي 32 مليون روبية هندية ، ويتكون بناءه من الرُّخام الأبيض الذي يتغيّر لونه تزامناً مع انعكاس ضوء الشّمس، أو ضوء القمر على سطحه، وهذا الرّخام مُطعَّم بالفيروز، والتّبت، واللازورد، والكريستال .
الهدايا هي لغة حب صامتة وترتفع مثاليتها عندما تكون من السلع المعمرة لأنها تحاكي المشاعر وتتحدث إليك في كل ثانية ومع كل نبض ويكون لها من التقدير ما يتجاوز نوعها الى بقاءها وبقاء من اهداك في ذهنك ووجدانك طول الوقت .
مجمل القول : الهدايا تقوي العلاقات الانسانية والعاطفية ومن الخطأ الجسيم ربطها بمصالح شخصية او بقيمتها السعرية فتقديم شيء رمزي بسيط اقوى من هدية باهظة الثمن وهناك الكثير من الهدايا البسيطة التي تُعمر كثيراً وتُبقي أثراً كبيراً في اسعاد الناس وبهجتهم . قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَهَادُوا تَحَابُّوا».
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال