الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المتأمل في مفهوم برنامج التبرع بالأعضاء المرتبط بمرضى الفشل العضوي، يعلم جيدا أن استدامة الخيرية، الذي خلقنا جميعا لنعمل على تحقيقه في هذه الأرض هو مسعى نبيل يعمل البرنامج على تحقيقه. الإبقاء على الروح من خلال الترابط بين أفراد المجتمع مطلب نبيل يعني أننا ندرك قيمة أن يعيش كل إنسان معافا من الأسقام والأمراض.
“ومن أحياها” جملة تحمل في طياتها معاني الفأل الحسن وتبعث على كثير من الأمل بلا شك. أكاد أجزم أن هذه الجملة وبمجرد أن تطرق مسامعك فلابد وأن تشعر بأن في الحياة متسع للجمال، منبعه الإحساس بأن الجميع يشاركك الألم. قبل أيام لابد وأنك سمعت بإعلان خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد التسجيل في هذا البرنامج، وهي بادرة غير مستغربة. لكن قبل أن أتحدث فيما يمكن أن يمثله مثل هذا التصريح من دعم للجميع بهدف التحفيز المجتمعي، فأنا أحب أن ألفت النظر إلى مسألة تمكين القطاع الطبي، ورفع الكفاءة من حيث إجراء مثل هذه العمليات المعقدة. هذا الأمر بلا شك يدفع لرفع درجة الخبرة لدى الكادر الطبي وتأهيله، مما يكسبه الثقة مع الوقت للخروج بأفكار مبتكرة، تمثل حلول لتحديات تواجه القطاع الطبي.
المسألة من وجهة نظري مرتبطة قبل كل شيء بالدفع بعجلة هذا الصناعة نحو الابتكار بشكل مستمر. فالحقيقة التي نبحث عنها هي أننا لا ينبغي أن نتوقف عند مسألة القيام بهذه العمليات وتطبيقها فحسب، بل يجب أن نفكر فيما هو أبعد من ذلك. والإلمام بكل ما وصل إليه العلم في هذا العصر هو أحد المحطات في رحلة تعزيز مستويات الصحة العامة. والجميل هنا هو مسألة ترابط العلوم والمعارف التي تتطلب تطبيق مستمر، ومعرفة بدرجة رفيعة بأدق التفاصيل.
أيضا لا يمكن أن نغفل مسألة التحفيز الغير مباشر لفئة مهمة مثل رواد الأعمال للخروج بمشاريع جديدة، وفكر ريادي، يحيطه الابتكار من كل جانب. ليس بالضرورة أن تكون هذه المشاريع مباشرة وتقليدية تعكس ذات الفكرة، لكنها قد ترتبط بتحسين البيئة المصاحبة، أو التمكين لتطوير فكرة أخرى.
أعود إلى اللفتة الكريمة من ولاة الأمر لتشجيع المجتمع على التبرع، والمرتبطة بقواعد أساسية في علم القيادة. فلا يمكن أن تنسى أنها ليست المرة الأولى التي نتابع فيها القيادة تأخذ بزمام المبادرة قبل الغير لتكون مثالا يحتذى. و أقرب مثال على ذلك التطعيم ضد فيروس “كورونا” الذي كان لهم السبق فيه والمسارعة بأخذ الجرعات قبل الغير.
ودعونا هنا نخاطب المختصين بالتسويق الاجتماعي تحديدا لمقارنة تأثير هكذا مبادرة على سلوك المجتمع، مع حملات أخرى نالت تخطيط واسع النطاق، ومرتفع الكلفة. أعتقد أن الأمر سيكون في غاية الجمال في حال نشر دراسات مصاحبة في ذات السياق بهدف إيضاح الأثر. فحتى توقيت الإعلان عن المبادرة الذي جاء في الأجواء الرمضانية المفعمة بالخيرات كان لافتا للانتباه.
وحتى نستشعر الأثر الكبير لمثل هذه المبادرة، تخيل مشاعر الأهالي والأقارب الذين واجهوا كثير من الصعوبات والمعاناة وهم يبحثون عن بصيص أمل يتعلقون به.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال