الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ليلة تاريخية استدارت فيها أنظار العالم لمتابعة لقاء الزعيم المجدد سمو ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، استقرأت 7 تحولات اقتصادية أساسية أجد ان توثيقها ضرورة ومشاركتها لنا وللأجيال القادمة.
أول هذه التحولات هو التحول السياحي: حيث أشار صراحة ولي العهد، حفظه الله، إلى توجه المملكة العربية السعودية القادم في استثمار الغطاء النباتي وتحسين جودة البيئة والحد من مشاكل المناخ والطقس وإيجاد الحلول المناسبة للحد من آثار التصحر والاتربة وتنمية الغطاء النباتي الى نسبة 200% كما تنص الرؤية، وكما نلاحظ نجد انخفاض نسبي في الاربع السنوات الاخيرة وذلك بسبب ارتفاع نسبة الغطاء النباتي لنسبة تصل 40% وانخفاض في العواصف الرملية كما اشار سموه، هنا ايضا نستحضر مبادرة ولي العهد العالمية في اطلاق حملة التشجير”لنجعلها خضراء” على مستوى العالم والتي تطمح الى زراعة 10 مليون شجرة خلال 6 أشهر، من جانب آخر متابعته من الداخل مع الجهات المختصة مبادراتهم وجهودهم لتوفير بيئة طبيعية صحية ذات جودة، يتمثل هذا بجهود وزارة الداخلية وما يقوم به الأمن البيئى لمنع الاحتطاب والذي يهدد الغطاء النباتي، وهذا كله بلا شك بدوره سيسهم في جعل المملكة وجهة سياحية عالمية جاذبة للسياحة والاستثمارات، ويساعد في ذلك التنوع الجغرافي الذي تتمتع فيه مدن المملكة، حيث حبانا الله بثروة نباتية تساعد بشكل كبير في تحقيق إيرادات ضخمة وفرص عمل نسعى من خلالها الوصول للاكتفاء الذاتي هذا من الناحية الزراعة، أما من الناحية السياحية كما أشار ولي العهد فان المملكة تستهدف 100 مليون سائح مع 2030 وهذا الاستهداف سيسهم في دعم السعوية من الداخل من خلال “الكاش” الذي سينفقه الاجنبي والذي سيعود نفعه على الاقتصاد وبالتالي الحكومة، حيث سيتم انفاقه لاحقا؛ في احتياجات المواطن السعودي في التعليم والصحة وما الى ذلك.
ثاني هذه التحولات التحول في قطاع الإسكان: حيث استحضر سمو ولي العهد البطء والعجز الذي كان يواجهه المواطن من أجل امتلاك المسكن حيث كان هذا يستغرق 15 سنة! نشكر هذه اللفتة من سموه وتسريعه وتسهيل إجراءات الحصول على المنزل للمواطن والمواطنة من خلال برامج وحزم الإسكان المقدمة من وزارة الإسكان في مدة زمنية معقولة و بتكاليف مقبولة، مستعينة المملكة في ذلك بشركة روشن كمختصة في العقار والبناء والتي ستبني 25% وحدة سكنية بمقاييس عالية الجودة لضمان توفير مليون وحدة سكنية متكاملة الخدمات، من المهم ان نشير الى صراحة سمو الامير في المطورين العقاريين حيث اوضح ان 95% من المطورين في المملكة بدائيين ومخططاتهم بلا خدمات.
التحول الثالث هو الريادة في الفكر الإداري: نشكر ونقدر مستوى الشفافية العالي واللامتناهي في حوار سموه، برز بكل شجاع وامانة وعلناً يظهر الضعف وعدم الكفاءة الموجود في 80 % من وزراء سنة 2015، وصولاً الى النواب والمسؤولين، في الواقع هذا ما نحتاجه صراحة وصدق ومسؤولية بعيدا عن المحسوبيات لتعيين الكفاءات الوطنية لضمان وجود كوادر وطنية اصيلة تهتم وتسمع وترى من اجل الاصلاح وصناعة التغيير. ملفت لنظر هذا النوع من الحوارات ولكن في حقيقة الحال غير مستغرب من شخصية تحمل في طياتها البحث عن لكل ما هو حقيقي وناجح ليخدم ويقدم الكثير من أجل بناء هذا الوطن كسموه. ولعل الشغف أكثر ما امتعني في حواره باعتباره هو العنصر الأهم توافره في فريق العمل بعد الكفاءة يؤمن ولي العهد بأهمية وجود الجانب الإنساني في مجال التوظيف وإعطاء الفرص من خلال استشعار جانب الشغف في الإنسان وتوظيفه وتمكينه ليبدع. ايضآ هذا يشير الى مدرسة الفكر الحر المنفرد الغير مقيد البعيد عن المنهجيات القديمة من حيث شروط التوظيف او ما شابه، هنيئاً لنا هذا القائد المختلف الحر الشغوف بوطنه وابناء وطنه كما قال “بدون السعودي لن نستطيع تحقيق اي شيء مما حققناه” و ” المواطن السعودي هو أعظم شيء تمتلكه السعودية للنجاح”.
رابع هذه التحولات التحول الاجتماعي: تظهر لغة القانون في هذا المحور والتي استمدها سموه من دراسة وتخصص في مجال القانون وضحت خلال ومضات دينية من القرآن والسنة النبوية وحديث عميق في الأحكام والاجتهادات والتي لا يجب آن تربط بمدرسة معينة والاجتهاد مفتوح بدون نهاية لينسجم ويتناسق مع كل زمان ومكان، مبيناً رأيه بكل بساطة بعيدا عن المثاليات او التعقيد، مؤكدا بآن دستور المملكة العربية السعودية قائم ومستمر على القرآن الكريم والأحاديث المتواترة بحسب صحتها وضعفها ولا تنظر إلى الحديث الخبر اطلاقاً إلا إذا استند عليه رأي يقتضي مصلحة الإنسان، مؤكدا لا عقوبة ولا جريمة الا بنص شرعي أو قانوني وكما اشار المحامي السعودي الاستاذ عبدالرحمن اللاحم” هذا بمثابة تصحيح لمسار العدالة الجنائية في البلد”.
يقودنا هذا التحول للتحول الخامس وهو الأبرز في عمل المرأة: هنا نستطيع ان ندرك تأثير التحول الاجتماعي وما احدثه من نقلة نوعية في ملف المرأة السعودية وما حققته المرأة من قفزات في سوق العمل وتقلد المناصب القيادية من سفيرات وعضوات في مجلس الشورى ونواب إلى مشاركات في سوق النفط والطاقة والمعادن في السعودية،وايضا كمتحدث رسمي في التعليم والسياسة وكحارس أمين في أطهر البقاع ايماناً من سموه بقدرات المرأة السعودية ومهنيتها واخلاصها واضعاً منها عنوان مشرف للنجاح كشريك في صناعة المستقبل.
التحول السادس وما قبل الأخير الثقافي: اكد سموه ان منهج المملكة بعيداً كل البعد عن التطرف وكل ما يمكن ان يوقع فيه موضحاً ان التطرف في كل شيء غير جائز والغلو في الدين أو الثقافة خطير للغاية، من الجيد ان تحظى المملكة اليوم هذا المستوى الرفيع من الانفتاح الثقافي والذي بدوره يهيئ المناخ المناسب لاستقطاب العقول المفكرة واسثمارها لما يخدم الوطن ومن ناحية أخرى ضمان اجيال ذات عقول تفكر وتعمل بالفطرة السليمة غير مؤدلجة تتناسب مع المستقبل الجديد المرسوم والمأمول في رؤيتنا الشابة الذكية.
أخيرا التحول الرياضي وهو ما اختتم به: يستحق وزيرنا الرياضة سمو الوزير الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل هذه الاشادة من ولي العهد، اعتبره كنموذج حي ومشرف لشغف المسؤول حيث كانت الرياضة قضيته الشخصية “Passion matter” وهاجسه الوحيد، فصنع وابدع وهذا ما يطمح اليه سمو ولي العهد في رؤيته الإبداع والخلق النابع من الحب والشغف، هنا نجد عمق الفكرة والمعنى في لغة سمو ولي العهد حفظه الله.
من القلب أقول حفظ الله وطننا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذين تعلمنا منهم خدمة هذا الوطن العظيم وأن نكون جميعنا مساهمين في تحقيق رؤية 2030 بإذن الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال