الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أثارت تصريحات الوزير اللبناني شربل وهبة والتي جاءت خلال مقابلة تلفزيونية قبل أيام على قناة الحرة، ردود فعل قوية حيث تم استنكار تلك التصريحات والتي يمكن تصنيفها إلى جانبين، فالجانب الأول هو سياسي، حيث لمح وهبة للدور خليجي في تمويل تنظيم داعش الإرهابي. وأما الثاني فهو اجتماعي، حيث وصف السعوديين بالبدو في سياق الاستنقاص والدونية. فأما الجانب السياسي، فقد تكفلت به وزارة الخارجية السعودية حيث استدعت السفير اللبناني لدى المملكة للإعراب عن رفضها واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية تبعتها الإمارات والبحرين والكويت وطالب مجلس التعاون الخليجي وزير الخارجية اللبناني بالاعتذار.
أما بالنسبة للجانب الاجتماعي، فقد جاء الرد من الشعب السعودي بحملة غضب وفخر في الوقت نفسه وذلك بإنشاء وسم (#حنا بدو) في منصة تويتر والذي عبر فيه السعوديون عن فخرهم ببداوتهم ورفضهم لربط البداوة في سياق الوصف السلبي. حيث تصدر الوسم منصة تويتر وكان (ترند) بأكثر من 240 ألف تغريدة. ومن ينظر لتغريدات السعوديين خلال هذا الوسم، يلاحظ أنهم أبرزوا مكانة السعودية وانجازاتها بمجالات عدة سأذكر أهمها فيما يلي:
تلك الإنجازات والأرقام التي غرد بها السعوديون، لم يحفظوها من خلال المناهج والتعليم في المدارس والجامعات، وإنما عايشوها وجربوها لذلك هم أفضل من يتحدث عنها. تلك الانتفاضة بالشواهد والإحصائيات عن إنجازات المملكة هي برأيي دليل على الانتماء الوطني وعلى الاعتزاز بالهوية السعودية. وتأكيد على الدور المهم الذي يقوم به سمو ولي العهد الملهم الأمير محمد بن سلمان في تعزيز هذا الانتماء وتأصيل الهوية السعودية وهو دور كبير شاهدنا أثره علينا جميعاً كسعوديين. فالقادة هم المسوقون الأوائل لأوطانهم.
أما من ينتقص منا ويصفنا بالبدو على سبيل الدونية، فقد كان الرد قوياً من الشعب السعودي، حيث أن البداوة لا تعيبهم في شيء ولا يخجلون منها على الإطلاق، بل هي مصدر اعتزازهم ودليل على قوتهم وصبرهم وتحملهم لأقسى الظروف.
خلاص القول، لا أجد رد أفضل على الاستنقاص من بداوة الشعب السعودي إلا ما قاله البدر:
من على الرمضاء مشى حافي القدم يستاهلك
ومن سقى غرسك عرق دمع ودم يستاهلك
ومن رعى صحرا الضما إبل وغنم يستاهلك
فوق هام السحب وإن كنتي ثرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال