الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المهم دراسة وفهم السلوك الادخاري للأفراد في أي مجتمع، فهو يؤدي إلى معرفة كيفية التصرف في السيولة المتاحة، ومن المعروف أن الإدخار المرتفع للأفراد يزيد من دخلهم بعد الأستثمار، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد ومستوى الرفاهية للفرد والمجتمع. توجد طرق كثيرة للإدخار، منها على سبيل المثال لا الحصر: اقتطاع نسبة ثابتة أو مبلغ مقطوع من الراتب الشهري، أو ادخار أي مبلغ زائد تم الحصول عليه من استثمار أو علاوة سنوية. ولابد من الاشارة إلى أن الادخار وحده ليس كافياً كإجراء يضمن للفرد ثروة مستقبلية، بل يجب كذلك أن يكون هناك استثمار صحيح للمبلغ المدخر لتنميته.
تعتبر المملكة العربية السعودية إحدى دول مجموعة العشرين الاقتصادية الكبرى، مما يعكس متانة اقتصادها، علماً بأن متوسط الدخل الشهري للأسرة في المملكة ارتفع خلال الفترة من 2007 إلى 2018 بنسبة 5.3%. لكن في نفس الوقت ارتفع الإنفاق الاستهلاكي للأسر بنسبة 6. 38٪ شهريًا خلال نفس الفترة. إن معدل الاستهلاك المرتفع يدل على أن معدل ادخار الأسر السعودية منخفض إذ يقارب 6% مقارنة بدول مجموعة العشرين، مثل ألمانيا 11% ، والمكسيك 10.8%. وإن معدل الإنفاق الاستهلاكي المرتفع حقيقةً يعكس ارتفاع المستوى المعيشي للأسر على المدى القصير ولكن على حساب المستوى المعيشي على المدى البعيد، كذلك يؤدي معدل الاستهلاك المرتفع إلى انخفاض في مصادر تمويل الاستثمارات، مما سينعكس سلبياً على النمو الاقتصادي.
وعلى الرغم من انخفاض معدل الادخار حالياً، فإن دراسات سلوك الادخار الأسري في المملكة العربية السعودية نادرة. وبالتالي فإن سلوك الادخار للأسر السعودية يحتاج إلى مزيد من الدراسات لاقتراح حلول وخلق فرص تساهم في رفع معدل الادخار، حيث تهدف رؤية المملكة 2030 إلى زيادة معدل الادخار من 6% إلى 10% في عام 2030 ، وذلك من خلال زيادة فرص ومنتجات الادخار والتغيير الإيجابي في سلوك الادخار. لذلك نوصي بأن تقدم المنظمات الحكومية والخاصة برامج جاذبة توعوية تعرف بماهية وكيفية الادخار لتشجيع الادخار بين الموظفين العاملين بها ولأفراد المجتمع بصفة عامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال