3666 144 055
[email protected]
يقال إن المطارات هي آلة لصنع الأموال وليس فقط الركاب من يملئ جيوب الشركات العاملة فيها .. فـ 40 في المائة من إجمالي دخل المطارات يأتي من مصادر لا صلة لها بالطيران، وكثير من الدول خرجت من المطارات التقليدية الى المطارات الذكية، ونرى بفخر لما وصلت إليه الترتيبات والأنظمة في مطارات دبي وأبو ظبي وفي جدة والدوحة تعد مفخرة للعرب، ويقاس الإنجاز والتطور لسرعة إنهاء خدمات المسافرين عبر منافذ الجوازات، وفي بلدان متقدمة ومتطورة يستغرق ما بين 6 الى 10 ثواني، وعادة يتم تدقيق بيانات المسافرين بشكل مسبق قبل وصولهم الى المطار.
الأسبوع الماضي أكملت الهيئة العامة للطيران المدني طرح مطار الملك عبد العزيز وتحويله الى شركة ضمن برنامج التخصيص، بعدما سبق لها أن طرحت مطار الملك خالد بالرياض والملك فهد في الدمام ليكون مطار جدة هو الثالث ضمن خصخصة المطارات وتحويلها لشركات. وهذه الخطوة بالتأكيد مهمة لتحسين الخدمات مع التطور الهائل في خدمات المسافرين والمنافسة الكبيرة بين المطارات، ونحن في رؤية 2030 طموحنا عالي ودخلت ثلاث مطارات سعودية لأول مرة، ضمن قائمة أفضل 100 مطار في العالم وهذا إنجاز غير مسبوق وحصل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة ومطار الملك فهد ومطار الملك خالد على عدة شهادات عالمية وهذا يعكس رغبة المسؤولين في الحفاظ على مكانتها العالمية.
نحن نحتاج الى جانب إنشاء المطارات الجديدة وتوسعتها وأهمية أن تكون هذه المطارات واجهة مشرقة لمدننا، الى مزيد من التعاون مع بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية، نريد لمطاراتنا أن تكون متفوقة في مجال الشحن الجوي، وكفاءة عالية في امن الطيران، وتأسيس شركات قوية بملاءة مالية وخبرات إدارية مطلعة على آخر التقنيات في مجال صناعة الطيران ويمثل العمرة والحج واحدة من اهم التحديات في مطاراتنا التي تستقبل ضيوف الرحمن في إنجاز وإنهاء معاملات المسافرين واختصارها، وأيضا تطويرها، بحيث لا يمضون وقتا طويلا في إتمام معاملاتهم ومنهم كبار السن والمرضى والعجزة، وهذا يتطلب تعاون بين المطارات ومؤسسات الطوافة وشركات العمرة.
الأمر الأخر هو تطوير قطاع السياحة وخاصة السياحة الخارجية، لاسيما وان السعودية فتحت الأبواب أمام السياح الأجانب، وهذا يعني عمل برامج سياحية وبالتعاون مع شركات طيران مختصة، والتسويق للفعاليات السياحية التي تقام في المدن، بحيث تكون الأسعار في متناول السياح الوافدين.
تحول المطارات السعودية لشركات، هذا يعني أن إدارتها ستكون استثمارية وبطريقة مختلفة عن إدارة مؤسسة حكومية، والبيروقراطية التي يتم التعامل فيها، والمشوار الطويل التي تقطعه من اجل الحصول على موافقة لتنفيذ مشروع توسعة، وبذلك ستساعد التحول للخصخصة في إجراء تحسينات وتعديلات وتوسعة، والحضور والمنافسة عالميا بين المطارات الدولية.
إدارة المطارات من قبل شركات متخصصة ليس ترفا، بل مطلب مهم لمواكبة المرحلة المقبلة والتنافس في ميدان الجودة وكسب حصة أكبر وتحقيق عوائد مرتفعة من المطارات وجذب استثمارات محلية واجنبيه، إيرادات الطيران المدني ضعيفة ولا تكفي للصرف على الموظفين وعلى توسعة المطارات أو بناء مطارات جديدة
هناك شكوك تتولد لدى المتعاملين مع أي قطاع حكومي حينما يتحول للقطاع الخاص، باعتقاد أن الخدمات ترتفع أسعارها بحثا عن الربح لهذه الشركات المشغلة، وعادة تلجأ الحكومات لتسليم منشأتها الى القطاع الخاص بهدف إيجاد مصادر تمويل لمطاراتها وتخفيف العبء على الحكومة من موظفين ومشروعات وأيضا جذب استثمارات أجنبية.
عائدات المطارات السعودية وعددها 20 مطارا منها خمس مطارات دولية، فقط 15 مليار ريال وهذا الرقم لعام 2017 منها 36 في المائة من الإيرادات جاءت من مطار الملك عبد العزيز في جدة وذلك نظرا لحركة الركاب من الخارج والداخل المتجهة للأراضي المقدسة وبلغت 5 مليارات و300 مليون ريال فيما حلت إيرادات شركة مطارات الرياض ثانيا بإجمالي إيرادات وصلت الى 3 مليارات و600 مليون ريال وقدرت الأرباح اكثر من 6 مليارات ريال.
اليست هذه العائدات ضعيفة وهزيلة خاصة وان مؤشرات هيئة الطيران المدني تتوقع نموا في قطاع الطيران بنسبة 93 في المائة في عام 2030. أمام الشركات التي تشغل المطارات مسؤوليات كبيرة من أهمها في توسعة المطارات الحالية، وبناء مطارات جديدة، وتحسين الخدمات، في مجال نقل الركاب والشحن الجوي، مع جذب استثمارات بفتح شركات طيران أجنبية وتأسيس شركات نقل محلية، وزيادة عدد الرحلات، وإقامة فعاليات ومعارض عالمية في المطارات، وتوسعة الأسواق الحرة وتنوع منتجاتها.
خصخصة المطارات يعني تنويع مصادر الدخل ورفع العائدات وتحسين الخدمات، وعلى الطيران المدني أن يراقب هذا التحول، ويقدم لنا تقريرا مفصلا وشفافية في المعلومات.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734