أريد وظيفة في أرامكو

بعد التخرج مباشرة، يسعى للتدريب في شركة أرامكو، ثم يحاول جاهدا أن يحصل على وظيفة في الشركة. هذا هو حال كثير من شبابنا وبناتنا؛ لديهم حلم أثناء دراستهم بالعمل في منشأة كبيرة بالسعودية مثل أرامكو، فما الذي جعل الجميع يتمنى ذلك؟ الإجابة هي قوة العلامة التجارية لأرامكو كصاحب عمل، ففي سوق العمل الحالي، ازداد التنافس بشكل كبير على أصحاب المواهب، وهنا يأتي دور العلامة التجارية لصاحب العملEmployer Branding ، والتي يُمكن للمنشأة من خلالها الترويج بأنها البيئة المثالية للعمل بين أفضل المواهب والمرشحين. لكن هل هذا يقتصر على المنشآت الكبيرة؟ بالتأكيد لا؛ كذلك يُمكن للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة أن تعمل على خلق علامة تجارية مميزة كصاحب عمل من خلال اتباع احدى الاستراتيجيات المعمول بها في هذا الإطار.

وفقا لإحدى المنشآت التي تعمل في مجال توظيف وإندماج الموظفين؛ فإن 59% من أصحاب الأعمال يؤكدون بأن العلامة التجارية كصاحب عمل أحد المكونات الرئيسية في استراتيجيتهم للموارد البشرية، على الرغم من أن هذه الإحصائية ليست خاصة بالمملكة، إلا أنه يمكننا رؤية أن معظم المنشآت أدركت أهمية البدء بأنشطة العلامة التجارية لصاحب العمل؛ سواء كان بسبب نمو هذا الاتجاه عالميا أو أنهم شعروا بخطورة عدم وجودة علامة تجارية قوية للمنشأة كصاحب عمل. فما الذي يمكن أن نفعله كمنشآت بجميع أنواعها، لبدء هذه الخطوات، وجعل المنشأة بيئة جاذبة لأصحاب المواهب؟

بدايةً؛ يجب فهم السلوكيات الشائعة لموظفي المنشأة، وتحديد نوع بيئة العمل التي يعملون بها، وهو ما نطلق عليه مرحلة تحليل الوضع الحالي للمنشأة. فعندما نتعرف ونحلل وضع المنشأة الحالي؛ يُمكننا التفكير في المستقبل، وأفضل طريقة يُمكن تحليل المنشأة بها، هي التواصل والتحدث مع الموظفين بأريحية، لوصف رؤيتهم للمنشأة والعمل بها من جميع الجوانب التي تؤثر عليهم وعلى أدائهم في العمل، وبعدها يُمكن اتخاذ قرارات حول ما يجب الاحتفاظ به وتحسينه لبناء ثقافة عمل مميزة وفريدة، وهي أول خطوة لإنشاء علامة تجارية قوية لصاحب العمل.

من الهام فهم أن العلامة التجارية لصاحب العمل، ليست قائمة على أنشطة لتوصيل قيم وثقافة ومزايا بيئة العمل في المنشأة للخارج فقط؛ إنما بجانب ذلك يجب الاهتمام بشكل كبير بالجوانب والتواصل الداخلي مع الموظفين، فبعد تحليل الوضع الحالي للمنشأة؛ وبناء على حديث الموظفين؛ سيتضح ما الذي يرغبون في الاهتمام به أكثر، هل المرونة في العمل، أم العلاقات والتواصل، أم غيرها من النقاط التي تؤثر عليهم؟ وبالطبع نتخذ القرارات بناء على شكل بيئة العمل التي تستقطب المواهب التي ستساعد المنشأة في إتمام وظيفتها، وجزء منه هو تحديد القيمة التي يحصل عليها الموظف من خلال عمله في المنشأة وجعلها متوازنة بين المكافآت والمزايا التي يحصلون عليها وبين أدائهم وتأثيرهم في العمل.

أخيرا؛ بعد تحديد ثقافة بيئة العمل، يجب العمل على إيصال هذه الثقافة إلى خارج المنشأة بالطرق المختلفة، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال أي وسيلة أخرى تستطيع المنشأة من خلالها تصوير وإظهار بيئة وأجواء العمل داخل المنشأة، وتوضيح كيفية تقدير المنشأة لموظفيها، وكيف يتم قيادة المنشأة. وباتباع استراتيجية واضحة للعلامة التجارية لصاحب العمل، تكون أول خطوة لتحقيق القدرة على التنافس في توظيف أفضل المواهب في السوق.