الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهد الاسبوع الماضي اغلاقاً لخام برنت فوق 76 دولاراً للبرميل للمرة الاولى منذ اواخر شهر اكتوبر 2018, ونراه هذا الاسبوع يحافظ على مستويات 75 دولاراً للبرميل, وتعد هذه الأسعار عادلة للمستهلكين والمنتجين على حداً سواء.
لم تأتي هذه النتائج بمحض الصدفة, حيث أننا تحدثنا مراراً وتكراراً عن دور أتفاق أوبك بلس بقيادة المملكة العربية السعودية والذي ساهم في تعزيز واستقرار اسواق النفط العالمية وتحقيق التوازن فيها, وهو ما ساهم بدوره في نمو الاقتصاد العالمي وما نراه من انتعاش فيه اليوم ماهو ألا الانعكاس الفعلي لهذه القرارات الموفقة التي اتخذت وقتها.
ولكن اليوم نحن امام تحدي أخر, ألا وهو الانخفاضات الحادة في المخزونات النفطية العالمية, والتي هي نتيجة للارتفاع الحاد المفاجئ للطلب. حيث اننا نرى على سبيل المثال, تجاوز الاستهلاك الامريكي للنفط مستويات ما قبل الجائحة الى 20.4 مليون برميل يومياً وهذا يتزامن مع عجز النفط الصخري الامريكي على مواكبة هذه الوتيرة المتسارعة والذي هو بدوره ينتج الان عند مستويات خمسة عشر بالمئة أقل من مستويات ما قبل الجائحة وهذا شكل ضغطاً سلبياً على المخزونات النفطية الامريكية حتى وصلت الان عند ستة بالمئة اقل من متوسط الخمس سنوات الماضية, والمتوقع ان تستمر هذه المخزونات بالانخفاض لتعويض الفارق ما بين الطلب والانتاج.
وقد يستغرب البعض تصنيف هذه الانخفاضات بالتحدي القادم, ولكن طبيعة الصناعة النفطية تحتم علينا النظر إليها بطريقة مختلفة عن الصناعات الاخرى. الارتفاعات الحادة في الاسعار ليست دائما جيدة للمنتجين بل في أغلب الاوقات تكون سيئة ومصدر قلق. وكذلك الانخفاضات الحادة في الاسعار تربك المستهلكين وتثير تساؤلاتهم حول موثوقية الامدادات.
الارتفاعات الحادة تجعل المستهلكين يبحثون عن حلول ارخص وتوسع دائرة القادرين على الانتاج وبالتالي تجعل الاسواق عرضه اكثر للأضطراربات الحادة من أرتفاع للمعروض وانخفاض للطلب وهذا ما يقلق المنتجين. أما العكس, يخرج بعض المنتجين من السوق ويجبر البعض الاخر على تجميد استثماراته في صناعة المنبع وبالتالي يؤثر ذلك على موثوقية الامدادات في المدى القريب والمتوسط وهذا ما يقلق منه المستهلك.
أذاً الصناعة النفطية لا تكون بخير عندما تكون الاسعار بأرتفاع أو بأنخفاض, بل عندما تستقر عند مستويات عادلة للمستهلكين والمنتجين على حداً سواء, ومتوسط السبيعينات اثبت التاريخ انها مستويات صحية للصناعة وعادلة.
وما نتوقعه الان, هو استمرار الطلب في الارتفاع جراء الطلب الموسمي وايضا الانتعاش الاقتصادي العالمي والذي هو نتيجة لتعايش العالم مع الجائحة وقدرته رفع الكفاءة مع وجود الاحترازات.
وبما ان الطلب في ارتفاع, اذا العرض هو اصبح العامل الذي يحتاج الى مراجعة لزيادته واتخاذ قرارات تحافظ على استقرار الاسواق النفطية على المديين القريب والمتوسط.
وأرى ان الاجتماع القادم لأوبك بلس, يأتي في وقت مناسب جداً وأن لم يكن مجدولاً له في هذا التاريخ لرأينا تنسيق لأجتماع بهذا الشأن.
أتفق مسبقاً على أن تضيف أوبك بلس ما يقارب 840 الف برميل يومياً في هذا الاجتماع, ألا انني ارى ان مع هذا المعطيات المستجدة في الأسواق سوف تكون هذه الكميات ليست كافية على امتصاص الطلب المتزايد وسوف تستمر المخزونات بالنضوب, ولذلك اعتقد ان أضافة 1.2 الى 1.4 مليون برميل يومياً مع المراقبة المستمرة للأسواق سوف يساهم في توازنها والمحافظة على الاسعار الحالية على المديين القريب والمتوسط.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال