الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نعيش في عصر التقنية، والمتغيرات تتسارع، قطاعات تظهر وتنمو وأخرى تندثر وتختفي، وكل هذا يحدث بسرعه متناهية تكاد تكون لحظات، والجميل ان التغييرات التي تحدث تولد فرص اخرى من الممكن استثمارها.
هنا ساتحدث عن قطاعنا المصرفي الذي من خلال جودته والرقابة عليه نضاهي به اسواق متقدمة، ولكن خوفا على ان لايتحول هذا القطاع القوي الى قطاع هزيل، يبدأ رواده باستجداء الدعم من الحكومة، فعلى مجالس ادارات البنوك ان تتحلى بالشجاعة اولا ثم التخلي عن “شيفونية” احتكارية السوق خلال العقود الماضية فمرحلة المستقبل تُنبي ان طوفان التقنية قادم لامحالة اما الاستعداد له او ستبتلعها.
ان لم تتبنى التقنيه فسيأتي من يحل محلها ويأخذ حصتها السوقية وهي تتفرج ولنا في كثير من التجارب فشركة نوكيا العالمية كانت يوما ما تعادل اقتصاد دول، لكن قوتها تبخرت بسبب التقنية، ايضا تعد تجربة الصحافة الورقية نموذجا وعبرة يعتد بها فلعدم التحرك السريع من مُسيريها نحو احلال التقنية محل الورق واستخدامها بالشكل الصحيح، كانت النتيجة كما نتابع هو استجداء الدعم للبقاء.
تطبيق اوبر و كريم قضى على شركات الليموزين التي كانت في كل زاوية وشارع، وبالمثل قضت تطبيقات حجوزات السفر على مكاتب السفر والسياحة والقائمة تطول.
البنك المركزي رفع الاسبوع الماضي طلبين لتأسيس بنكين رقميين، وهذا لا شك تقدم كبير في صالح استشعار المستقبل واهمية التقنية، حيث تداخلت التخصصات والمجالات فرأينا شركات تقنية تقدم خدمات مصرفية بحتة مما ينبئ ان القادم لهذه الشركات التي ليس مستغربا ان تستحوذ على بنك قائما مثلا لضمان بعض الخصوصية في تقديم الخدمات.
البنوك الرقمية، ستكون بوابة مهمة في البداية لإقراض الافراد والمشاريع المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، ومتى ما نجحت في مهامها هذه فستدخل لا شك في اقراض الشركات الكبيرة ومن ثم الحكومات.
على مجالس ادارات المصارف العمل بعقلية تقنية بحته قبل وقوع الفأس بالرأس. فأخذ المبادرة للتحول لمصارف رقمية اجدى من الانتظار لحين تتآكل حصتها السوقية. التغيير قادم لا شك والجميع ان لم يتحول فسيتأثر سلبا في احسن الحالات وفي اسوءها سيتلاشى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال