الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أثارت الأنباء عن صكوك أرامكو السعودية المُقوّمة بالدولار بعض النقاشات الإعلامية بعد أن ظهرت بعض التقارير الاعلامية أنها جذبت بعض المستثمرين الدوليين الكبار.
جاءت الأخبار انه منذ اليوم الأول للإعلان، تم الاكتتاب في طرح الصكوك بتغطية تقارب 10 مرات من قبل المستثمرين ذوي التصنيف العالي، وبالرغم من أن الرقم لم يتم تأكيده رسمياً بعد، إلا أن هذا يُظهر بوضوح أن أسواق السندات الدولية تثق في قرارات أعمال أرامكو السعودية، حيث تتمتع بدرجة عالية من الربحية والمرونة التشغيلية.
باعتبارها شركة الطاقة الأكثر ربحية في العالم، فإن أرامكو السعودية دائماً تتصدر الأخبار، حتى لو أثيرت بعض الأسئلة غير المنطقية حولها، مثل ما إذا كان إصدار صكوك أرامكو سيُستخدم كسيولة لتمويل التزامها بدفع الأرباح.
وتبدأ التساؤلات مثل ما نراه من بعض وكالات الأنباء التي أفادت بأن أرامكو السعودية تخطط لجمع السيولة من خلال أسواق الدين العالمية للمساعدة في تمويل تعهداتها بتوزيع الأرباح، وهل من المحتمل أن تكون أرامكو السعودية مُصدِراً اعتيادياً للسندات أو الصكوك، ولماذا لا تدفع أرباح الأسهم من صافي الأرباح وليس عن طريق الاستدانة بأي شكل من أشكالها؟
مثل هذا السؤال غير المنطقي (عند أهل المال والأعمال) يتناسى او يتجاهل أن أرامكو السعودية مثل العديد من الشركات الأخرى، لها الحق الكامل في استخدام مواردها المالية بالطريقة التي تزيد من أرباحها، وهذا بناءً على قرارات مجلس إدارة الشركة، ومثل العملاق أرامكو السعودية من المتوقع أن يتحمل مسؤولية ضخ استثمارات محلية كبيرة والتي هي جزء من خطط التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية.
تعلم وكالات الأنباء العالمية تلك، انه على الرغم من الانخفاض الحاد في إيراداتها، سجلت أرامكو السعودية صافي دخل قدره 49.07 مليار دولار في عام الجائحة 2020 ، في حين سجّلت شركات النفط العالمية الأخرى خسائر فادحة.
لقد أصبحت أرامكو السعودية شركة تجارية وبالتالي لديها فرصة كبيرة للاستفادة من السندات أو الصكوك لصالحها. إن حقيقة زيادة الاكتتاب في صكوك أرامكو السعودية 10 مرات (وهي ليست المرة الأولى) تخبر الأسواق أن عملاق الطاقة يعمل على أكمل وجه وأنه قادر تماماً على الوفاء بالتزاماته، كما رأينا خلال إصدار السندات السابق، فقد كان أول طرح للسندات بقيمة 12 مليار دولار في عام 2019، تلاها طرح ثاني بقيمة 8 مليارات دولار في عام 2020.
يتسم المركز المالي لأرامكو السعودية بالقوة والمرونة، ويحق لها الاستفادة من السيولة النقدية لتحقيق أقصى استفادة من عمليات الاستحواذ الاستراتيجية وأولويات التوسع، وما يُميّزها أكثر هو انخفاض تكلفة الإنتاج ومرونة الإنفاق الرأسمالي.
أرامكو السعودية لديها نظرة إيجابية ومتفائلة من حيث الائتمان على المدى المتوسط والطويل، وتخطط لتعزيز مكانتها كذراع استثماري مستقبلي، بما يضمن الأرباح والتدفقات النقدية.
خاصة وأن أرامكو تتمتع بشعبية واسعة ونظرة إيجابية داخل أسواق الدين العالمية، كما يتضح من ارتفاع الطلب بين المستثمرين العالميين على سندات وصكوك الشركة.
ومع ذلك، بعض وكالات الأنباء العالمية تتعمد تجاهل هذه الحقيقة محاولة جذب المزيد من القرّاء من خلال تغطية الأخبار ببعض الفرقعات الإعلامية وطرح سيناريوهات مثيرة للاهتمام وغير منطقية ولا تعكس الواقع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال