الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تابعت مثل ما تابع الكثير، يوم الأربعاء الموافق 15 شوال 1442 المؤتمر الصحفي لوزير التعليم والحديث عن خطة العام الدراسي القادم 1443 حيث شدني تصريحه بأن المملكة لا تنافس أي دولة، المملكة تنافس دول العشرين.
مع تحفظي على سياسات التعليم وتوجهاتها حيث ان دول العشرين تختلف اختلافاً كاملًا عن المملكة العربية السعودية من ناحية البيئة المناخية والمكانية والبيئة التعليمية ومدارسهم ورواتب وتأهيل المعلمين والمعلمات وخطط كل فصل وموادها ومحتواها وغيرها من الأشياء الدقيقة التي تساعد على تطبيق أي أفكار تطويرية تناسب بيئتهم. وخير دليل ما حدث خلال التجربة اليابانية في مدارسنا والتي كلفت المليارات أيام وزير التربية والتعليم السابق معالي الوزير الدكتور أحمد الرشيد رحمه الله. لكن تناولي هنا سيكون من جانب مالي وهو الراتب.
الذي تابع اللقاء او التعليقات من خلال التواصل الاجتماعي يرى اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع بهذا التغيير المفاجئ حيث انه سوف يؤثر على العوائل من الناحية المالية. فالأسرة سوف تعيد حساباتها بخصوص آلية الصرف خلال فترة الصيف حيث أن العام الدراسي القادم سوف يكون 3 فصول دراسية ومن الممكن ان ترفع المدارس الخاصة ومدارس الروضة الخاصة رسومها وكذلك وجود 12 إجازة خلال العام الدراسي وهذا النوع من الإجازات هو متعب ومنهك للأسرة حيث لا تُعد إجازة طويلة أو حتى شبه طويلة يستفاد منها في عدة أمور وإنما إجازة أسبوع او أيام.
هل من الممكن توجه الدولة الى تغيير صرف رواتب موظفي الخدمة المدنية بشكل أسبوعي او كل اسبوعين؟؟
كما نعلم كانت رواتب الموظفين في السابق تصرف على أساس التقويم الهجري كل يوم 25 من الشهر وتم التحول إلى التاريخ الميلادي كل يوم 27 من الشهر بناء على قرار مجلس الوزراء رقم 551 الصادر في 25\12\1437 بأن يتم صرف رواتب موظفي الدولة بما يتفق مع المرسوم الملكي.
لو استعرضنا على السريع مجموعة دول العشرين (تضم مجموعة العشرين الاتحاد الأوروبي و 19 دولة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا.) وآلية صرف الرواتب لموظفي الدول لديها نجد أن نظام صرف الراتب ما بين أسبوعيا أو كل أسبوعين (نصف شهر). وعلى حسب نظام الصرف لكل دولة.
كما نعلم ان رواتب الموظفين هي الدخل والمصدر الأساسي وقد تكون الوحيدة لغالبية أفراد المجتمع وقد تصل الى 85% من نسبة المواطنين السعوديين. يرى فريق أن نزول الرواتب كل نهاية شهر له سلبيات أكثر من الإيجابيات من حيث ارتفاع الأسعار في وقت معين وجشع التجار وازدحام على مكائن الصرف الآلي مع نهاية كل شهر وخاصة في بعض المواسم وكذلك التوزيع والصرف السيئ للراتب من قبل الأسرة. ومن جانب اخر يرى فريق أن توزيع الرواتب بشكل اسبوعي او كل أسبوعين سوف يساعد على استمرار الدورة الاقتصادية في البلد لفترة أطول وايضا يساعد على التوزيع والترشيد الصحيح للراتب. وايضًا يكون هناك أثر إيجابي وهي على الحركة الاقتصادية والتسويقية حيث سوف يكون هناك تخفيضات على مدار الشهر وحركة في الأسواق وانعكاس على أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
إن البشر بطبعهم لا يحبون التغيير ولو فرض عليهم لتكيفوا وتغيروا بناء على القرارات الجديدة وهناك أمثلة كثيرة ومن ضمنها تغيير موعد عطلة نهاية الأسبوع وكذلك مواعيد صرف الرواتب من التقويم الهجري الى التقويم الميلادي وغيرها من الأمور الحياتية الأخرى. ليس مهمًا موعد نزول الرواتب بقدر ما يهم أن يكون هناك رفع الوعي بما يخص الثقافة المالية لدى المجتمع والفرد من حيث تحسين ثقافة الاستهلاك والادخار.
ختاماً بنظرة أشمل وأهم كم سيكون صرف المدارس من الكهرباء خلال فترة الصيف؟ وهي فترة تصل درجة الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية وهل البنية التحتية للمدارس جاهزة؟ بمعنى الخطط الجديدة والمأخوذة من دول غربية على الورق جدا جميلة لكن هل هي مناسبة لتطبيقها على أرض الواقع في بلادنا وعلى نظام التعليم عندنا؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال