3666 144 055
[email protected]
تكلمنا في المقال السابق عن أهمية التكتلات الاقتصادية لأي بلد وباهتمام السعودية بدعم العلاقات التجارية مع دول الجوار وكذلك اهتمام السعودية بدعم التكتل الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي والانفتاح التجاري مع دولة العراق (العراق ما بعد 9\4\2003).
هل هناك أهمية لمضيق هرمز اقتصاديًا لدى دول مجلس التعاون الخليجي؟
المملكة العربية السعودية لديها دور فعال خلال السنوات الماضية في التعامل مع الأزمات والتطورات السياسية والاقتصادية سواء بمنطقة الخليج العربي أو الإقليمية أو الدولية. المملكة لها وزن وثقل سياسي واقتصادي وديني ولا ترضى إلا أن تكون دولة قائدة إقليمياً ودولياً ولها مساهمات كثيرة لا يسع المجال هنا لذكرها. ولأهمية منطقة الخليج العربي إقليمياً ودوليًا ولأبعاد اقتصادية واستراتيجية وسياسية لا ننسى أهمية مضيق هرمز لدول الخليج العربي في العلاقات التجارية العالمية.
لا أحد ينكر أهمية مضيق هرمز بالنسبة لدول الخليج العربي خاصة وللعالم بالعموم حيث إن إغلاق مضيق هرمز لأي سبب قد يسبب كارثة للعالم لنقل النفط والبضائع ويرفع من أسعار النفط إلى 200-250 دولار للبرميل نتيجة الإغلاق فقط. حيث أن مضيق هرمز يعد الممر البحري الوحيد بين الخليج العربي وبحار العالم وهو من ضمن 43 مضيقا مائيًا تستخدمها السفن التجارية العالمية. المتتبع للشأن الاقتصادي يرى أن مضيق هرمز كمضيق استمد أهميته من الدول المجاورة له حيث تعتبر دول الخليج العربي تمثل نسبة عالية من حجم التجارة العالمية و النهضة الصناعية والعمرانية. لو نستعرض بعض المعلومات نجد أن ناقلات النفط تمر كل 11 دقيقة في الأوقات العادية ومتجهة أو خارجة من دول الخليج ويتدفق منه نحو ثلثي إمدادات العالم من النفط وتقريبًا 90% من حاجة اليابان و 70% من حاجة السوق الأوروبية المشتركة و50% من استهلاك أمريكا. وأيضًا بجانب أن ثلثي إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط يمر عبر المضيق. عند إغلاق المضيق تتأثر الدول المطلة على الخليج العربي للصادرات النفطية والنسبة تختلف من دولة الى أخرى حيث تتأثر السعودية 88% والعراق 98% والإمارات 99% وقطر والكويت بنسبة 100% وإيران 90%.
يرى فريق أن التهديدات الإيرانية مستمرة من وقت إلى آخر لغلق المضيق عند أي أزمة سياسية أو حرب وهذا يعيد للأذهان ” حرب الناقلات ” حيث هاجمت إيران أكثر من 500 سفينة وقتل أكثر من 400 مدني.
وعند غلق المضيق سوف تتوقف حركة التجارة وتعطل موانئ الخليج لذا يجب أن يكون هناك حلول. من ضمن الحلول المطروحة لا الحصر هي 1) شق قناة مائية بديلة عن مضيق هرمز من إمارة رأس الخيمة في الشمال إلى بحر العرب في سلطنة عمان. وأيضا من ضمن الحلول 2) الاهتمام بمرفأ الفجيرة وتطويره بحيث يكون مرفأ عالمي ويستفاد منه من قبل السعودية والعراق والكويت والبحرين. وأيضا 3) العمل على انشاء خطوط انابيب ناقلة للبحر الأحمر أو إلى بحر العرب وخليج عمان.
أخيرًا، تسعى المملكة دائمًا إلى تحقيق الاندماج السياسي والاقتصادي لتحقيق الأهداف المشتركة مع دول الخليج العربي وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي وكذلك التعامل والتعاون بحسن نية مع دول الجوار مثل إيران. وتحقيق المصالح الاقتصادية الإقليمية والعالمية بما يتناسب مع المصلحة العامة وبالتحديد مصلحة الطرفين وعدم تأجيج الصراع وقطع العلاقات والدخول بصراعات. تعلم السعودية أهمية مضيق هرمز للعالم وأهمية دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام. وأيضًا من الجميل أن تفكر وتقود السعودية التكتل الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك مستقبلًا أن يكون هناك تكامل عربي اقتصادي تحت مظلة جامعة الدول العربية ينافس أكبر التكتلات العملاقة الاقتصادية العالمية لكن السؤال هنا: هل إقامة مشروع تكتل اقتصادي عربي سهل على أرض الواقع؟
سوف نكمل عن هذه النقطة بالتحديد في المقال القادم … دمتم بخير
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734