الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انفرجت شفتي “صادق” وانطلقت منه زفرة عفوية نفرت من كان حوله، في فرحة لا متناهية وهو يرى هذا المبنى المنيف، الذي يضم العديد من حاضنات الأعمال ومساحات العمل المشتركة، وأراد أن يحتسي قهوة في المقاهي التي يرتع فيها العديد من السعوديين ولكنه تذكر أنه لا يملك ثمن كوب القهوة، وما خفف عنه انه في اخر دورة حضرها في مجال تطوير الذات مع مدرب اسيوي قال له فيها: انت تقدر تعمل اي شي!.
دخل صادق إلى المبنى بخطوات مرتجفة وهو ينظر إلى شعارات الشركات وأعمالها، وهو يتذكر مهنته الأخيرة في مطعم اسيوي إضافة إلى تدريس بعض الطلاب وهو نشاط انحسر حتى كاد أن يموت بعد سواد التعليم عن بعد، فكيف سيصل إلى قمة هذا المكان ويتبوأ مكانة بين الناس وهو مجرد عامل بسيط.
دخل صادق إلى إحدى المساحات فوجد الترحيب والطيبة والقبول من إدارتها وهو سلوك كان مبنياً على ثقافة هذه البلد بتقبل الغريب أياً كان، وهذا كان أحد الأسباب التي جعلت آلاف المهرجين من حاملي المؤهلات والخبرات الوهمية يملأون أروقة شركاتنا وجامعاتنا وتسببوا بشكل مباشر في تعطيل النمو الحضاري في بلادنا لسنوات طويلة.
تقرر أن يتم تعيين صادق كمستشار ريادة اعمال في هذه الحاضنة، لم يصدق نفسه فعلياً فلم يكن يحلم بذلك حتى في أعمق احلامه!! وفي يوم الوقفة على المسرح لاستعراض مقدراته، وجد أن هناك رجلاً قادماً من بعيد ضخم الجثة عريض المنكبين تشع نظراته بالذكاء وتوحي لغة جسده بالثقة، وبمجرد أن رآه صادق، ارتعب وارتجف في خوف حتى كاد أن يسقط وفي لحظات كادت عيناه ان تغمض وجد أن الضخم “فارس” قد أصبح أمامه وسحب منه المايكروفون عنوة، وقال للجمهور بكل عفوية وارتجال: “هل ستتطور بلدنا على يد أبنائها من الكفاءات، ام ستتطور على يد جيش من المهرجين من حاملي المؤهلات والخبرات الوهمية” ثم استطرد قائلاً: “اعتذر لكم عن هذا الخطأ الغير مقصود، هذا باب المغادرة يا .. صادق”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال