الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم يكن يتوقع المجتمع الدولي أن تظهر السعودية تعافيها بشكل سريع من آثار جائحة كورونا، خاصة وانها لا تزال من الدول التي تعتمد على النفط كمصدر دخل لها، ومحاولاتها الجادة لتنويع مصادر الدخل، وهي لا تزال حديثة عهد، فالتحول الوطني وبرنامج رؤية السعودية لم يمض لطرحها سوى اربع سنوات، حتى داهمت جائحة كورونا اقتصادات العالم، وبالفعل تأثرت دول عظمى مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وحتى كندا والدنمارك وغيرها من الدول الأوروبية، التي تصنف كدول اقتصادية ومؤثرة.
إلا أن السعودية فضلت أن تستخدم خلطتها الخاصة بها للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، وحينما صدر تقرير خبراء صندوق النقد الدولي الخميس، بخصوص تعافي الاقتصاد السعودي لم يكن مبالغا، ولا حتى تقرير مجاملة بل جاء نتيجة متابعة من قبل الصندوق للإجراءات التي اتخذتها السعودية وكيف تعاملت معها.
واكد الخبراء استمرار تعافي الاقتصاد السعودي، وتباطؤ تضخم مؤشر أسعار المستهلكين، متوقعين أن يبلغ نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي 4.3 في المائة خلال العام الجاري، كما توقعوا قيادة القطاع الخاص للنمو تصل نسبة 5.8 في المائة، وفيما يتعلق في المساءلة والشفافية في اطار المشتريات العامة، حققت السعودية تقدما هاما، وفي الشمول المالي والتكنولوجيا المالية.
وأشاد التقرير بالإصلاحات التنظيمية والبنية التحتية لتسهيل الأعمال والتجارة منها نظام الإفلاس، والشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص على النحو المتوخى في برنامج “شريك” الذي سيشجع الاستثمارات في ظل الاستراتيجية الوطنية للاستثمار من خلال الإعفاءات الضريبية، والحصول على تمويل منخفض التكلفة، والإصلاحات التنظيمية لتسهيل ممارسة الأعمال.
برنامج دعم وتمويل القطاع الخاص أثناء جائحة كورونا أحد البرامج التي حظيت باهتمام عالمي وهذا ما دفع صندوق النقد الدولي للإشادة بها وخاصة البرنامج الذي أطلقه البنك المركزي والمتعلق بمساهمته ومساندة المنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال الجائحة، منها تأجيل دفع مستحقات القطاع المالي على المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتحمل رسوم عمليات خدمتي نقاط البيع والتجارة الإلكترونية ورفع الحد الأدنى للقوة الشرائية لبطاقات “مدى أثير” إلى 300 ريال، فضلا عن مطالبة البنوك إعادة هيكلة القروض الحالية بدون أي تكاليف أو رسوم إضافية، مع توقعات نمو الائتمان الممنوح للقطاع الخاص بقوة، وسيولة النظام المصرفي السعودي في مستويات مريحة. الى جانب التطور السريع لقطاع التكنولوجيا المالية في المملكة.
أحد اهم عوامل نجاح السعودية في اجتياز أزمتها وتعافيها السريع من جائحة كورونا هو خضوع القطاع المالي للتنظيم والإشراف الجيد من قبل البنك المركزي السعودي، والاحتواء المبكر الصارم وتدابير التخفيف الصحية ودورها في تقليل عدد الحالات والوفيات والنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي من خلال تأسيس اللجنة العليا لإدارة الجائحة، مع توفير اللقاح للمواطنين والمقيمين والفحوصات والرعاية الصحية مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة أيضاً.
بالطبع الى جانب سعيها بالحفاظ على المجتمع، كانت أيضا تتحرك بشكل متوازي لتحقق مكانة عالمية في مجالات أخرى كانت متأخرة في قائمة المنافسة العالمية وتحسنت بمستويات جيدة، وهذا ما دفع تقرير صندوق النقد الدولي الى التطرق لأهمية اقتصاد الكربون الدائري الذي أقرته مجموعة العشرين، واعتبرته نهجاً كلياً وشاملاً لإدارة الانبعاثات الضارة وتعزيز استقرار الأسواق.
وحصد معالجة السعودية لمشاكل الإسكان الاعجاب والتقدير العالمي، ويعد برنامج الإسكان أحد أهم برامج تحقيق الرؤية الرئيسية. ويسعى الى تقديم حلول لتمكين الأسر السعودية من امتلاك أو الاستفادة من السكن وفقًا لاحتياجاتهم وأموالهم، ويسعى البرنامج إلى زيادة المعروض من المساكن، لا سيما الإسكان الميسور التكلفة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط وتطوير خيارات التمويل من خلال البنوك وشركات التمويل.
وحرصت السعودية الى تحسين تنظيم سوق الإسكان بما في ذلك عن طريق تقليل الوقت اللازم للحصول على تصاريح البناء، وفي هذا الخصوص كان الهدف بموجب رؤية 2030 هو رفع معدل ملكية المنازل من 47 في المائة في 2016 إلى 60 في المائة بحلول 2020 ثم إلى 70 في المائة بحلول عام 2030. وفي خطوة مفاجئة بلغ معدل ملكية المنازل في عام 2020 هو 62 في المائة.
نقطة مهمة حرصت عليها السعودية هو أن تضبط سوق العمل، خلال فترة جائحة كورونا، من ناحية عدم ارتفاع نسبة البطالة من خلال برامج دعم وتمويل من خلال برنامج ساند، قلبت السعودية الطاولة على المشككين في قدرة عودتها سريعا للتعافين وتوقعوا أنها مثل الكثير من الدول سوف تلجأ للمزيد من فرض الإجراءات القاسية من اجل الحفاظ على إيراداتها وتحقيق التنمية، وحتى ضريبة القيمة المضافة التي أقرتها الحكومة في بداية الجائحة بنسبة 15 في المائة، قال ولي العهد السعودي مطمئنا الشعب أنها لفترة مؤقته وستعود لحالتها السابقة قريبا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال