3666 144 055
[email protected]
اليوم سانحى قليلا عن كتابة مقال يتحدث عن شركة او اقتصاد بشكل عام، ولكن ساسرد لكم تفاصيل قصة سعيد ذلك الشاب الذي دفعته الاقدار ليكون في وسط الاحداث.
ذكريات (سعيد) تعود به مراراً وتكراراً إلى الطفولة عندما كان والده يعمل ليلاً نهاراً في منشأة تعليمية، لكسب قوت يومه وإطعام أبنائه، إضافة إلى التدريس الشخصي (الدروس الخصوصية). قصة كفاح مر بها والده، يعلم سعيد أنه كان من الصعب أن يصل والده وعائلته إلى ما وصل إليه لو لم تكن هذه القصة في السعودية.
أصبح والد سعيد ثم سعيد نفسه، بلا حول منه ولاقوة، رئيساً لمجموعة شركات عملاقة ثم رئيساً لدولة متوسطية يقوم اقتصادها على المعونات السعودية، لم يكن ذلك الأمر وارداً في أعظم أحلامهم، لكنه تحقق بالإرادة والتمكين والتحفيز الذي توفره الإدارة السعودية الحكيمة.
كان الجميع يلمز سعيد بأنه مواطن سعودي ظناً منهم أنهم يقللون منه، لكنه كان في كل مرة يلمزونه، يقول في داخله، لو لم اكن سعودياً لوددت أن أكون سعودياً!. وتكالبت الدنيا عليه مع الوقت، وضعفت دولته، وكان السبب الرئيسي لذلك هو أن السكان الأصليين يهربون للخارج مع كل ازمة تاركين بلدهم لرعاع دول معادية تعبث بالفكر والديموغرافية والمقدرات وحتى نوعية الزراعة، من الفواكه وما لذ وطاب إلى الخشخاش وصناعة المخدرات.
وصلت الدولة وبعض شركات سعيد إلى وادي الموت، وهو مصطلح مجازي في ريادة الأعمال يعبر عن خسارة المشروع في مرحلة مبكرة، ورغم ذلك استمر سعيد سعيداً لأنه يعلم أن لديه مستقر ومتاع سيعود إليه في قلب الرياض.
وأثناء لقائه الأخير، لم يكن سعيد مستعداً للقاء ولم يجهز اجابات، فقد قرر أن يطلق كل ما في قلبه، فلم يعد هناك طريقة أخرى للخلاص، حتى وإن كان مصيره مثل والده الذي تم اغتياله لاصراره على الحق! كان يفكر في عائلته قبل أن يتكلم، ولكنه تذكر أنهم يعيشون في قلب الأمن والامان بالرياض فاطمئن قلبه، وقال بلا تردد: انا (لحم كتافي) من خير السعودية، لا أنكر فضلها واذا اردنا ان نعود لعلاقاتنا معها فلنكف عن شتمها في الاعلام وتصدير المخدرات والمرتزقة الارهابيين لحدودها، لنقرر اليوم أن نعود كما كنا دولة متحضرة ونتماشى مع رؤية السعوديين وشغفهم نحو المستقبل الزاهر للشرق الأوسط.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734