الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
توارث العرب من أسلافهم عادات وقيم كثيرة، البعض منها اندثر لأنه لم يعد متوافقا مع معطيات الحياة الجديدة او لم يستطيع ان يصمد امام عوامل التعرية التي تعرض لها على مر العصور.
والبعض الآخر بقي شامخا “القديم المستمر” اما لأنه لازال يتوافق مع المعطيات الجديدة او لأنه الأصل الذي لا يتجزأ من العربي وهويته، وسوف يبقى ما بقت هذه الهوية.
من هذه الصفات التي لا تتجزأ، الوفاء.
ولنا في التاريخ العربي أعظم القصص والروايات عن الوفاء، والتي قل ان تجدها في قصص الأعراق الأخرى.
حتى ان العرب كانوا يزورون الأماكن وفاءً لما حصل لهم فيها، ويتغاضون عن حقوقهم وفاءً لموقفً سابق او معروف.
في عام الجائحة كان الكل ينزف متخوفا جازعا من المستقبل، متألما لرؤية أسعار النفط تتهاوى لمستويات غير عادلة، كل ذلك قبل أن يولد اتفاق “أوبك بلس” التاريخي.
بعده، سرعان ما أصبح المستقبل أكثر إشراقا وأصبح الجميع اقوى، وأصبحت الدول المنتجة تبتسم وهي ترى عدالة هذا الاتفاق تنعكس على أسعار منتجاتها.
اليوم، بعد أكثر من عام وعدة أشهر من هذا الاتفاق الموفق، أصبحت الأسعار في مستويات مناسبة وعادلة للمنتجين والمستهلكين على حداً سواء.
ولكن يواجه اليوم هذا الاتفاق تحدي آخر، بغض النظر عن الدوافع والمبررات، ألا انه يعرض الأسواق الى تقلبات حادة ولنا في ما حدث الأسبوع الماضي خير مثال، قد تتسبب هذه الاضطرابات في الأسعار لا سمح الله بخسارة كل ما تعاوننا جميعً على تحقيقه في الأشهر الماضية.
جميع الدول قدمت تضحيات لأجل الوصل لهذه النتيجة، الرئيس قدم تضحيات أكثر من باب التشجيع والقيادة، والأعضاء كانوا ايضاً على قدر من المسؤولية والتعاون اما بالتخفيضات الطوعية او الالتزام بالحصص.
واليوم وفقط قبل خط النهاية تتعرض قصة النجاح المميزة هذه لتحدي يهددها، جعل ممن كانوا خارصين في الأشهر الماضية بسبب نجاحها يتحدثون وينظرون على الشاشات ويشككون فيها.
ولكن اليوم متأكدين من أن من استطاعوا قيادة السفينة في ظروف أشد، سوف يوصلونها بر الأمان ولن تغرق، وتستمر قصة النجاح هذه كي تحكي للأجيال القادمة.
ولأن من الوفاء لاتفاق أوبك بلس ألا يعطل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال