الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اليوم الإثنين، سيجتمع وزراء “اوبك+” مجدداً لتحديد إستراتيجية خفض الإنتاج للنصف الثاني من العام وربما للعام القادم، بعض المنتجين حالوا دون التوصّل إلى إتفاق مما تسبّب في تأجيل الإعلان عن السياسة الإنتاجية القادمة، حيث لم يتم إتخاذ قرار بشأن إستراتيجية خفض الإنتاج للنصف الثاني من العام وسط مزيد من المناقشات حول خط اساس إنتاج النفط (Baseline) كما أشارت بعض الأخبار.
الجميع بانتظار مخرجات إجتماع “اوبك+”، بينما لا تنسى أسواق النفط ولا الاقتصاد العالمي فضل المملكة العربية السعودية ليس فقط بقيادة منظومة “اوبك+” إلى بر الأمان ولكن أيضاً الخفض الطوعي لإنتاجها بالاضافة إلى تخفيضات إنتاج “اوبك+” التاريخية، والذي ساهم بتوازن السوق بشكل كبير وامتصاص الفائض في المعروض واحتواء أكبر صدمة للطلب على النفط في التاريخ واستقرار الاقتصاد العالمي. لقد تحمّلت المملكة العربية السعودية وحدها تبعات ذلك المالية والتشغيلية بينما جميع اعضاء “اوبك+” حصدوا ثمار هذا الخفض الطوعي خصوصاً بعد انتعاش السوق وارتفاع الأسعار لمستويات تخطت ما قبل الجائحة.
المملكة وبكل اقتدار قادت الجهود الحثيثة لتحقيق توازن أسواق النفط العالمية بحكم وطبيعة أن خط أساس إنتاج المملكة هو الذي يصنع الفارق، كان هذا واضحاً عندما عززت السعودية دورها المستمر باعتبارها “المنتج المرجّح” الوحيد في العالم والذي أبهر الجميع بقدراته الاستثنائية على خفض الانتاج من مستوى قياسي بلغ 12.3 مليون برميل يومياً إلى 7.49 مليون برميل يومياً فقط في غضون شهرين فقط مما يعكس قدرة القرار السعودي في إدارة المشهد في اللحظات الحرجة، والبنية التحتية التي لا مثيل لها لعملاق النفط والطاقة “ارامكو السعودية”.
وبما أن الخط الأساسي للإنتاج (Baseline) للمملكة هو من يصنع الفرق الحقيقي، والمليون برميل المؤلمة التي تحملتها المملكة طوعاً لأجل توازن الاسواق واستقرار الاقتصاد العالمي وسلامة صغار المنتجين مسألة لا يقدر عليها أحد سوى المملكة، في النهاية سيفهم الجميع موقف السوق ويتعلم الدرس كما فهمته جيداً وتعلمته روسيا في إبريل 2020، فالكل في قارب واحد ولن يُسمح لأحد المساس بسلامته.
وعند الحديث عن التضحية سواء لاعضاء أوبك+ والاقتصاد العالمي، فإنه لايوجد أحد ضحى مثل ماضحّت المملكة العربية السعودية وبلا منازع، المملكة تحمّلت العبء الأكبر في تخفيضات أوبك+ منذ بدايتها مطلع عام 2017 فكانت نسبة تخفيض إنتاجها لمجموع تخفيض أعضاء اوبك %41، مع أن نسبة إنتاجها من إجمالي إنتاج اعضاء أوبك هو %31، لذلك فإن دورها هو الأكبر حتى من قبل الجائحة، وفي كل الظروف التي مرت بها أسواق النفط، وهي من قادت تحالف أوبك+ للإتفاق على خفض الإنتاج التاريخي العام الماضي، بالرغم من انها في ذلك التوقيت وصل إنتاجها ذروته عند 12.3 مليون برميل يومياً. لذلك لا يمكن لأحد أن يلعب دور المُضحّي بينما هو من جنى ثمار جهود وتضحيات المملكة.
أخيراً، جاء الوقت لمن كان يعيش في وهم ان مواقف المملكة العربية السعوديه تقوم بحسب تأثيرات أو املاءات خارجيه عليها، أن يعي ويلامس حقيقة أن المملكة كانت وما زالت وستظل إن شاء الله مُحرّك رئيسي ومفصلي اقليمياً ودولياً على كافة الاصعدة، وانها تتخذ قراراتها بعد دراسة كافة الأبعاد والتبعات، ومن يصر على أن يعيش في وهمه الدغمائي، فلن يضر ذلك المملكة شيئا فهي تتسيّد الموقف دائماً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال