الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
دراسة الطالب الجامعي ذات كلفة اقتصادية بشكل مباشر وبشكل غير مباشر سواء على الدولة أو على الطالب، ومن المؤمل لكلا الطرفين أن يكون لهذه الكلفة عائد اقتصادي مرتفع، أو على الأقل تحقيق عملية كفاءة الإنفاق، بحيث لا يتم هدر كلفة اقتصادية دون عائد اقتصادي، أو دون عائد اقتصادي يعادل على الأقل الكلفة.
وأشرنا في مقال الأسبوع الماضي أنه لابد من الاهتمام بعملية محددات القيد في التعليم العالي ومحددات اختيار التخصص الأكاديمي، وذلك من أجل ضمان العائد بشكل مرتب ومدروس مسبقًا ومتقن. ومن هنا يأتي هذا المقال لكي يكون مساند لمقال الأسبوع الماضي من الناحية العلمية بدراسات محلية وعربية واجنبية.
ففي دراسة عربية بعنوان تشخيص العوامل المؤثرة في اختيار الطلبة الجامعيين لتخصصهم العلمي: دراسة حالة باستخدام التحليل العاملي”؛ كان من أهم نتائجها هو أن العامل الاقتصادي قد احتل المرتبة الأولى في سبب اختيار الطالب لتخصصه، وتبعه العامل الأمني، ومن ثم رغبة الطالب، واخيرًا تفرغ الطالب العلمي للدراسة.
وفي دراستين أجنبية كانت إحداها في الولايات المتحدة الأمريكية والأخرى في تايوان، وكلاهما كان له نفس الهدف وهو معرفة محددات اختيار التخصص الأكاديمي من قبل الطلبة، كانت نتائجهما متفقة مع نتائج الدراسة العربية أن العامل الاقتصادي المتمثل بالمستقبل الوظيفي هو المرتكز الأول الذي يتم وفقه اختيار التخصص الأكاديمي.
ومن هنا نلاحظ النظرة المستقبلية في عملية اختيار التخصص الأكاديمي، وواقعه الاقتصادي دون التركيز على عوامل أخرى قد تكون مضرة بالجانب الاقتصادي الذي يرغب فيه الطالب مستقبلًا.
وهذا الذي اتضح في دراسة قامت بها باحثة سعودية في جامعة بريطانية حملت عنوان”اختيار مهنة في المملكة العربية السعودية: دور الهيكل والوكالة في تصورات الشباب للتعليم التقني والمهني” وهدفت هذه الدراسة إلى شرح الدوافع الكامنة وراء اختيارات الشباب السعودي للالتحاق بالكليات التقنية، واختيار التخصصات، وكان من أبرز نتائجها أن الشباب السعودي يتأثر عند الالتحاق بالكليات التقنية بالعوامل الثقافية الكامنة مثل الشبكات الاجتماعية والأسرة والجنس.
ومن هنا نلاحظ النظرة المستقبلية في عملية اختيار التخصص الأكاديمي، وواقعه الاجتماعي مع التركيز على عوامل أخرى قد تكون مضرة بالجانب الاقتصادي الذي يرغب فيه الطالب مستقبلًا.
وفي الختام …. يترك كاتب الرأي الحرية للقارئ للتأمل في المجتمع المحيط به، هل الجانب الاقتصادي في اختيار الكلية والتخصص الأكاديمي هو المعيار الأول أمام الطالب السعودي، أما أن معيار الجانب الاجتماعي هو المعيار الأول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال