اقتصاد الـ YOLO

هناك حالة اقتصادية نشأت خلال فترة الجائحة، تحاول العلامات التجارية التأقلم معها، وتبذل قصارى جهدها للاستفادة منها من خلال الفهم العميق لسلوك المستهلك في هذه الظروف. اقتصاد ال YOLO هو عبارة تختصر جملة باللغة الإنجليزية مفادها أنك تعيش مرة واحدة فقط، وبالتالي فإن سلوكك الاستهلاكي تقوم ببناؤه تبعا لهذه الفرضية. ورغم بساطة الجملة وسلاستها، إلا أننا يجب أن نعلم أن كل فئة من المجتمع تفهمه بطريقتها الخاصة.

الرفاهية المنزلية بدافع اختيار أسلوب الحياة الأنسب مع ارتفاع عدد ساعات الجلوس في المنزل بدأت تشكل صناعة تستقطب الكثير من الشركات.

بدأ شعار “أنت تعيش مرة واحدة فقط” يأخذ مزيد من الزخم مع ملاحظة الشركات أنها قادرة على استهداف مزيد من الشرائع المدفوعة بهوس الشراء لإشباع المزيد من الرغبات.

ومع أن هذه الصورة تبدو جميلة في ظاهرها، لكن الإشكالية التي لم يدرك البعض أنها تطفو على السطح هي تباطؤ عجلة الإنتاج، والركون لبذل أقل جهد ممكن من قبل بعض العاملين، مع الحيرة وعدم اليقين من صورة المشهد العام المتذبذب في بعض الدول بسبب تبعات الجائحة.

أما تصريحات بعض محرري صفحات الموضة وموجات الأزياء فقد جاءت لتشير بأن الرعاية الذاتية أصبحت أولوية لدى الكثير من العملاء.

وهذا الأمر لم يأتي من فراغ، ولكنه جاء بدافع خلق حياة أكثر صحة وتوازن بعد أحداث 2020، وهو ما خلق أنماط جديدة من التسوق.

لقد بدأت العلامات التجارية الفاخرة تعمل على إنشاء تجارب في العالم الافتراضي. اليوم ترتبط الصور الرمزية بعلامات تجارية مثل Louis Vuitton وGucci. وهي استراتيجية تفاعل ساعدت هذه العلامات على التواصل مع مجموعة من متسوقي المنتجات الفاخرة.

لكن على الطرف الآخر من هذه المعادلة سنلحظ من يعيد تقييم نمط حياته بشكل مختلف مع تبنى العديد من جيل الألفية عقلية YOLO (تعيش مرة واحدة فقط) بطريقة تختلف كثيرا عن سابقتها.

جيل كامل من الشباب يري في ريادة الأعمال والمشاريع الشخصية الملاذ الآمن، فبدأ يتحمل درجة عالية من المخاطر من خلال ترك وظائفهم الآمنة لمتابعة مشاريع عالية المخاطر.

صحيح أن هذا يعني ولادة أفكار مبتكرة وخروج مشاريع جديدة للأسواق، لكن استهدافهم من قبل العلامات التجارية سيتطلب أيضا طريقة تفكير جديدة.

أما أولئك الذين تركوا ضجيج المدن، وتوجهوا نحو الطبيعة والريف، والمدن النائية، فهم رغم بعد المسافة يعلمون جيدا ما يطمحون الوصول إليه من ارتباط بالطبيعة.

النهج الجديد ليس معقد تماما لكنه فقط يقرب المستهلك بشكل أكبر من منتجات وعلامات تجارية لم يكن في السابق يلقي لها بالا أو يعيرها اهتمام.