الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العلاقة بين الانسان المُنتج والترفيه علاقة تبعث على السعادة وجمال الروح والصفاء الذهني والنشاط والحيوية مما يعزز الدور الإنساني في العملية الإنتاجية للفرد والمجتمع ويحسن من مستويات جودة الحياة ، وعبر التاريخ وفي كل العصور اكتسب الترفيه والفن بكافة مجالاتها حضوراً واهتماماً فسرته الكثير من الكتب التاريخية والمقولات والشواهد بما خلفوه من ارث تراكمي اصبح معه الترفيه والفن بأبعادهما المختلفة رفيقة للإنسان ، لقد عرفت المجتمعات القديمة العديد من الأنشطة الترفيهية التي ارتبطت بالحروب والمناسبات المختلفة كالرقص والفنون الشعبية وسرد الحكايات والالعاب وصولاً الى ترسيخها ضمن العادات الثقافية المجتمعية والقيم ومع تسارع أداء واحلال الآلات والتكنولوجيا اصبح لدى الانسان اليوم الوقت الكافي للاستمتاع بالنشاطات الترفيهية المختلفة ، فالترفيه هو استجابة الى الحاجات النفسية والجسمانية والصحية التي يركز عليها الطب وعلم النفس لما لها من أهمية في امداد جسم الانسان بالطاقة والايجابية ، وتنقية الذهن من متاعب وضغوط الحياة اليومية.
يرتبط الاقتصاد بالترفيه والفن ارتباطاً وثيقاً وأصبحت جزءً مهماً من الحراك والنمو الاقتصادي ضمن منظومة صناعة الترفيه فقطاع الترفيه في المملكة يعد احد اهم مرتكزات رؤية المملكة ٢٠٣٠ والذي بدوره يهدف الى توفير حزم واسعة من الخيارات الثقافية وترفيهية المتنوعة بما يتناسب مع الأذواق والفئات كما انه لاعب اقتصادي رئيس ومهم نحو تنوع الاقتصاد واستدامته واثراء دوره الفاعل نحو صناعة الفرص الترفيهية الجديدة التي تلامس رغبات المستفيدين بشكل أفقي لتناسب كافة شرائح المجتمع مثل المسرحيات والمهرجانات الترفيهية والعروض المرئية والتفاعلية ، والأنشطة الفنية والموسيقية إضافة الى توفير العديد من فرص العمل .
تشير البيانات الإحصائية الى ان إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة 2020 حتى العام 2020 وصل إلى 130 مليار منها مبلغ 74.5 مليار ريال يشكل إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج ، إضافة الى استثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى23,7 مليار ريال لنفس الفترة من خلال (220 مبادرة) تبناها البرنامج حتى العام 2020.
ترتبط صناعة الترفيه اليوم بالتكنولوجيا وتطورها المتسارع ومع كل نوع منها هناك عمل تكنولوجي متطور مصاحب يضيف لها الكثير من الجاذبية وتلبية شغف الجيل الجديد الذي تمثل له التقنية أداة مهمة في أسلوب حياته بما فيها العاب الفيديو وصناعة السينما والأفلام والذكاء الصناعي، وهو ما ينسجم مع المتغيرات العالمية في صناعة الترفيه .
يقول معالي المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ (سنجعل من صناعة الترفيه أفضل ما يحقق عوائد للمستثمر المحلي والأجنبي ) وكشف في حديث لقناة العربية عن أن قطاع الترفيه الى جانب القطاعات الاقتصادية الأخرى تحظى بدعم لا محدود من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله حيث جرى توقيع اتفاقيتها بين هيئة الترفيه وبنك التنمية الاجتماعية لتقديم التمويلات للفرص الاستثمارية في قطاع الترفيه، بمجموع يصل قيمته نحو 500 مليون ريال كما اعلن معاليه في مايو الماضي عن تمكين 20 فكرة فائزة في مبادرة “أفكار الترفيه”، وذلك بعد الانتهاء من عمليات الفرز والترشيح لجميع الأفكار التي استقبلتها الهيئة، والتي تجاوزت 12 ألف فكرة بعضها قابل للتنقل بين مدن المملكة ومحافظاتها ، وأشارت الهيئة إلى أن الأفكار الفائزة تميزت بتنوعها واختلاف أنشطتها الترفيهية التي تقدمها للزوار، فيما تميزت بعض الأفكار بأنها تطرح للمرة الأولى في المملكة، في حين ترتبط بعض الأفكار الفائزة في المبادرة بالتراث السعودي، بهدف الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة. وخلال عام 2020، أصدرت الهيئة من خلال “بوابة الترفيه” 117 تصريحًا لفعاليات ترفيهية، و219 ترخيصًا لتشغيل مرافق الفعاليات الترفيهية، و398 تصريحًا للعروض الحية في المطاعم والمقاهي، كما مكنت البوابة 188 مستثمرًا من الحصول على ترخيص لإدارة وتطوير المواهب الفنية والترفيهية، وبلغ عدد المطاعم والمقاهي المسجلة في البوابة من أجل الحصول على تصاريح العروض الحية أكثر من 410 مطاعم ومقاهٍ.
وهو ما يؤشر الى جاذبية هذا القطاع والنمو المتزايد للطلب الفعال إضافة الى الثقة الاستثمارية في هذا القطاع بما يملكه من إمكانات هائلة وجديدة بكافة مستوياته ومجالاته هذه النظرة تشكل طموحات مؤكدة من قبل هيئة الترفيه باحتلال المملكة مراتب متقدمة جاذبة في الوجهات الترفيهية الإقليمية والعالمية والمنافسة القوية في صناعة محتوى عالمي في مختلف الاتجاهات الفنية والترفيهية .
صناعة الترفيه والفن وتكاملها مع بعضها البعض تعد رافداً مهماً نحو تعزيز القدرة الاقتصادية بما تخلقه من قيمة مضافة وعوائد متعددة تكمن في فرص الاستثمار والتشغيل وتدوير العائد الداخلي وكذلك رفع المحتوى المحلي وتوليد الوظائف ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة وصولاً الى نمو الناتج المحلي الإجمالي ومع اكتمال المشاريع العملاقة كمشروع القدية والذي يعد أكبر مدينة ترفيهية في العالم على مساحة 334 كيلومتراً مربعاً ،إضافة الى مشاريع البحر الأحمر وغيرها ستتكامل هذه الصناعة لتكون المملكة ان شاء الله من الوجهات العالمية الواعدة في قطاع الترفيه والسياحة والتراث والفن وغيرها من الممكنات الجاذبة .
مجمل القول : استطاعت الهيئة العامة للترفيه ان تحقق نجاحات واسعة فعلمت على تهيئة البنى التحتية وفتحت فرص الاستثمار وتطوير الشراكات الاستراتيجية وخلق برامج نوعية هادفة ذات محتوى عالي الجودة وهذا بدوره اسهم في نمو الطلب على المنتجات الترفيهية اضافة الى خلق فرص التوظيف وتعزيز دور المشاريع الصغيرة المتخصصة ، هذه النجاحات يقف خلفها دعم كبير من سمو سيدي ولي العهد يحفظه الله وعمل دؤوب وجهد كبير من الهيئة العامة للترفيه للارتقاء بصناعة الترفيه والفن لتكون احد اهم الموارد الاقتصادية المستدامة وبما يحقق شغف المهتمين والمستفيدين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال