الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انعقدت العديد من المؤتمرات الدولية من قبل المنظمات الاقتصادية الكبرى مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD وكذلك قمة مجموعة العشرين G20، لمناقشة الكثير من القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية الهامة حول العالم، ومنها مناقشة خطر العالم السيبراني على الأطفال. كما وجدت الكثير من الجهود الدولية مثل “اتفاقية لانزاروت” لمجلس أوروبا لحماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء، وتم ايضا انشاء التحالف العالمي WePROTECT والذي يجمع بين قوة التأثير والخبرات والموارد اللازمة لتغيير كيفية التعامل مع استغلال الأطفال على الإنترنت. وخلال كافة تلك الجهود والاتفاقيات والمؤتمرات الدولية، تم اقتراح العديد من الحلول والتوصيات للتقليل من تلك المخاطر على الأطفال.
وتماشيا مع الجهود الدولية في هذا الجانب، فقد حققت المملكة، بعد انتهاء قمة مجموعة العشرين، أعلى مراتب الالتزام بتنفيذ مخرجات القمة ذات الصلة بالصمود السيبراني، ومنها إطلاق مبادرتين دوليتين لتعزيز حماية الفضاء السيبراني، منها مبادرة “حماية الأطفال في الفضاء السيبراني”. كما وقعت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية، في شهر ديسمبر من عام 2020م، اتفاقية شراكة استراتيجية مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “الاتحاد الدولي للاتصالات” من أجل إطلاق “البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني”، وذلك في مقر الوكالة بمدينة جنيف في سويسرا. كما تعمل مبادرة “حماية الأطفال في العالم السيبراني” على تطوير أفضل الممارسات والبرامج والسياسات لحماية الأطفال في العالم السيبراني، وذلك من أجل مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت والتي قد تتسبب بتعريضهم لجرائم سيبرانية تمس أمنهم وحياتهم.
ومن الحلول المقترحة خلال شراكة المملكة مع الأمم المتحدة هو توفير إرشادات لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، بأكثر من 20 لغة، يشارك في تطويرها أكثر من 50 جهة عالمية وتقديم ما لا يقل عن 50 برنامجا تدريبيا عالميا باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والإسبانية، والروسية. وذلك بالاضافة إلى تطوير تطبيقات للهواتف المحمولة، وألعاب تعليمية ذكية مسلية لرفع وعي الأطفال، للمساهمة في حمايتهم في الفضاء السيبراني. ومن التوصيات كذلك، هو دعم الدول في تقييم وتطوير السياسات ذات الصلة، وتقديم الدعم لتطبيقها وتحسينها بالإضافة إلى إثراء نقاشات حماية الأطفال في الدول النامية، وتأسيس فرق عمل لمساعدة الدول في تنفيذ برامجها المعنية بحماية الأطفال.
ومن الجدير بالذكر، ان هدف تلك التوصيات هو العمل على وجود توازن ما بين حماية الأطفال من المخاطر وتنمية فرص ومميزات العالم الرقمي، في الوقت ذاته، مثل التعليم والتدريب والثقافة والترفية. ولذلك، فإن التوصيات تاخذ بالاعتبار عدة عناصر اساسية مثل تعقيدات البيئة الرقمية وضرورة حماية خصوصية الأطفال ومعلوماتهم الشخصية، بالاضافة إلى العوامل الخارجية التي تتطلب مشاركة وتعاون دولي والاتفاق على سياسات وحوكمة موحدة دوليا وأدوات مشتركة لحماية الأطفال.
وقد تم الاتفاق دوليا ان تعريف “الطفل” هو الذي يكون أقل من ١٨ عاما، والأطفال يمثلون تقريبا ٢٥% من سكان العالم. وحسب الدراسات، فإن نسبة قضاء الأطفال أوقاتهم على شبكة الإنترنت قد ازدادت بشكل كبير منذ عام ٢٠١١ لليوم، فقد تزايد عدد الأطفال، ما بين ١٢ إلى ١٥ عاما، الذين يمتلكون هواتف ذكية إلى أكثر من ٥٠%، واصبح هناك أكثر من مليار طفل يستخدمون الانترنت بشكل معتاد، خاصة بعد جائحة الكوفيد-١٩ و مكوث الأطفال في بيوتهم للدراسة عن بعد. ومن أكثر المخاطر التي يواجهها الأطفال، كمحتوى او كاشخاص، هي التنمر عبر الإنترنت، وبرامج ومواقع الاستغلال الاخلاقي او المادي، وكذلك التهديدات او سيطرة الالعاب والمواقع الالكترونية على تفكير الاطفال مما قد يقودهم إلى التفكير المتطرف او العنف أو الانتحار في بعض الأحيان.
وكنتيجة لذلك، فإن خبراء الاقتصاد قدموا العديد من التوصيات بأهمية الاستثمار في مجال الأمن السيبراني، وضرورة الدعم المالي من أجل تأسيس وتطوير البنية التحتية لأنظمة وشبكات الحماية، وكذلك وجود السياسات واللوائح الدولية اللازمة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني. كما تم توصية الخبراء بأهمية وجود استراتيجيات وطنية لحماية الأطفال تكون مصممة لتتماشى مع الخطط الحكومية الأوسع من أجل الأمان العائلي والاستقرار الاجتماعي للتمكن من تحقيق الرخاء الاجتماعي وجودة الحياة والذي بدوره يؤدي إلى النمو والرخاء الاقتصادي، وكذلك التوصية بضرورة رفع مساهمة التقنيات في التنمية المستدامة والإدماج الاجتماعي ومجالات الحماية في الفضاء السيبراني خاصة للاطفال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال