الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تنبأت احدى التقارير الصادرة من خلال “إدارة الطيران الفيدرالي” بالولايات المتحدة الامريكية، في عام ٢٠١٠م، ان سوق “سياحة الفضاء” سيصبح حقيقة ذات تأثير اقتصادي قوي يتخطى مليارات الدولارات بحلول عام ٢٠٣٠م، بينما كان التوقع بأن ينمو “اقتصاد الفضاء”، بشكل عام متضمنا “سياحة الفضاء” كأحد اركانه بالاضافة إلى الاركان الأخرى مثل خدمات الاقمار الصناعية والصواريخ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة والتنقيب والتعدين الفضائي، إلى اكثر من تريليون دولار بحلول عام ٢٠٤٠م، وإلى اكثر من ٢،٧ تريليون دولار بحلول عام ٢٠٥٠م.
وبحسب ما وَرد في عدة تقارير، منها تقرير لشركة “سبيس كابيتال”، فقد زاد حجم قطاع اقتصاد الفضاء من الاقتصاد العالمي بنحو ٩ مليارات دولار في ٢٠١٩م مقارنة بعام ٢٠١٨م، ليصل إلى اكثر من ٤٠٠ مليار دولار، أي بنسبة نمو سنوي تُقدر ب ٢%. ويأتي ذلك النمو في الاستثمارات، بدعم من مشروعات واسعة لنشر الاقمار الصناعية وتكثيف مجال الانترنت حول الارض وزيادة سرعته وكذلك الصعود إلى كوكب المريخ، ونمو مجال سياحة الفضاء.
وسيظهر أول فندق فضاء في العالم، في عام ٢٠٢٧م، حيث صُممت محطة فوياجير لهذا الهدف حيث يقع الفندق في مدار أرضي منخفض على شكل حلقة تدور لخلق جاذبية اصطناعية ضرورية لبقاء الفندق في المدار الفضائي. كما سيتم وضع كبسولات سياحية خارجية، وتضم تلك الكبسولات عدة غرف تطل اطلالة خلابة على كوكب الارض، ومطاعم وسينما وصالة رياضية ومنتجعا صحيا ايضا. وهذه جميعها مكونات جاذبة وناجحة لمتطلبات السائحين، كما سيتم تأجير تلك الكبسولات أو بيعها للحكومات او الشركات الخاصة، حسب الطلب.
وتاريخيا، بدأت سياحة الفضاء بالعمل في عام ٢٠٠١م، وبلغ عدد السائحين خلال ثمانية سنوات وحتى عام ٢٠٠٩م، ثمانية اشخاص، بتكلفة سفر باهظة للفرد قُدرت بنحو ٢٠ مليون دولار، ثم ارتفعت خلال السنوات الثمانية التالية لتصل إلى نحو ٥٥ مليون دولار للفرد. وكانت مدة الرحلات السياحية الفضائية لا تتعدى اربعة عشر يوما وتهدف إلى وجهتي وصول، وهما: محطة الفضاء الدولية او ما يُعرف ب International Space Station والمدار الارضي او ما يُعرف ب Geocentric Orbit.
وخلال السنوات الحالية، تقود عدة شركات عالمية الاستثمارات في اقتصاد الفضاء من خلال تنظيم رحلات سياحية للفضاء، وذلك للاستفادة من تقنيات الإنترنت الفضائي، وابرز تلك الجهود هي بقيادة إيلون ماسك مؤسس شركتي “تسلا”، و”سبيس إكس لعلوم الفضاء”. وتستهدف تلك الرحلات امكانية زيارة كوكب المريخ مستقبلا. كما اتبع جيف بيزوس مؤسس متجر “أمازون” نهجا مماثلا حيث أطلق شركة “بلو أوريجن” للهبوط على سطح القمر. وهذا إلى جانب ريتشارد برانسون مؤسس شركة “فيرجن للطيران” والذي قام برحلة فضائية سياحية ناجحة قصيرة، منذ عدة ايام لعدة ساعات، لفتت انظار العالم.
ومن الجدير بالذكر، ان المملكة العربية السعودية تبذل جهودا استثنائية في مجال اقتصاد الفضاء حيث تخطط لدعم برنامجها الفضائي بما يُقدر بنحو ثمانية مليارات ريال بحلول عام ٢٠٣٠م. كما استضافت المملكة الاجتماع الأول لقادة اقتصاد الفضاء، من خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام ٢٠٢٠م، وقامت بتكثيف الجهود لتسليط الضوء على أهمية تعزيز التعاون في مجال اقتصاد الفضاء كمساهم للاقتصاد العالمي، خاصة وان حجم اقتصاد الفضاء في دول مجموعة العشرين قد بلغ أكثر من ٣٩٠ مليار دولار في عام ٢٠١٩م، وكان يتضمن إيرادات القطاع الخاص والإنفاق الحكومي، وهو ما يمثل نحو ٩٢% من اقتصاد الفضاء في العالم. كما اطلقت المملكة ١٦ قمرا اصطناعيا سعوديا إلى الفضاء، بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. ومؤخرا اعلنت المملكة عن برنامج الابتعاث الخارجي بمجال الفضاء لأول مرة والمنتهي بالتوظيف والذي يتيح دراسة تخصصات علوم الفضاء من أكثر من ثلاثين جامعة حول العالم.
والتساؤل هو: هل سيأتي يوما تكون فيه زيارة القمر او كوكب المريخ مجرد رحلة سياحية روتينية معتادة لاغلب سكان كوكب الارض..؟ وهل ستكون السياحة الفضائية معتادة لدرجة ان تنخفض تكلفتها للجميع..؟ هذا هو ما سنعرفه خلال السنوات القادمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال