الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ضوء رؤية المملكة 2030 قامت الدولة رعاها الله بوضع هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية (مركز كفاءة الإنفاق سابقًا)، والهدف الرئيس في هذه الهيئة هو تمكين الأجهزة الحكومية من الالتزام بسقف الإنفاق المخصص في الميزانية وتحويل الصرف من عشوائي إلى منظم، بما يتوافق مع الخطط والبرامج والقرارات وما يصب في تحقيق رؤية 2030.
وفي ضوء هذه الهيئة قامت المؤسسات الحكومية إلى إنشاء وحدات كفاءة إنفاق فيها، وذلك لتحقيق هدف الهيئة فيما يخص كفاءة الإنفاق، والعمل على تقليل الكلفة رفع العائد، وإيقاف الكلفة العالية التي ليست ذات عائد، أو ذات عائد من الممكن تحقيقه بكلفة أقل.
هذا التوجه موجود ومعروف وملاحظ في كافة جهات وأنشطة القطاعات الحكومية، من حيث عقود المشاريع، ووقت التنفيذ، والمدة الزمنية لهذا الوقت، ومدى استفادة الجهة الحكومية والوطن والمواطن من هذا المشروع.
ولكن وهنا يأتي هدف هذا المقال، التوجه في عملية كفاءة الإنفاق ما زالت غائبة لدى العديد من المواطنين، فعملية اتخاذ القرارات فيما يخص الموارد التي يقتنيها المواطن ما زالت تتم عند الأغلبية بشكل عشوائي، ودون عملية ربط بالدخل الشهري، أو ربط بتعدد الخيارات المتاحة أمامه فيما يخص اقتناء هذه الموارد.
لا توجد سلعة اقتصادية في السوق، إلا ولها العديد من الخيارات والبدائل، التي أتاحتها الدولة بهدف الوصول إلى وضع الخيارات الاقتصادية المتعددة أمام المواطن، ولكي يكون الوصول من قبل المواطن إلى مرحلة كفاءة الإنفاق مرحلة يسيرة وغير معقدة.
ومع ذلك وكما صدر عن هيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية في تقريرها الصادر لشهر يونيو 2021م نلاحظ ارتفاع نسبة استهلاك المواطن مقارنة مع نسبة الاستهلاك في شهر يونيو 2020م بنسبة 6.2 % وهذه النسبة ليست بالبسيطة ولا يستهان بها لدى المختصين في الاقتصاد.
ومن أشد المستغرب في هذا التقرير هو ارتفاع استهلاك المواطن في شهر يونيو 2021م عن شهر مايو 2021م بواقع 0.2 % وهذه النسبة أيضّا ليست بالبسيطة ولا يستهان بها لدى المختصين في الاقتصاد.
وعلى سبيل المثال نجد أنه على الرغم من تعدد وتوفر برامج ووسائل الاتصال إلا أن نسبة ارتفاع استهلاك المواطن للاتصال زادت في شهر يونيو 2021م عنها في شهر يونيو 2020م بواقع 13.2 %. وعلى سبيل المثال أيضًا نجد أنه على الرغم من حرص الدولة ونصائحها المستمرة فيما يخص النقل واستهلاك النقل بدون هدف ؛ زادت نسبة استهلاك عملية النقل بمقدار بلغ 22.6 %.
والقائمة في استعراض الزيادة الحاصلة تطول، وهنا يأتي السؤال المبني على هذه الأرقام وهو: على الرغم من حث الدولة المواطنين على عدم الاسراف في الإنفاق وأن يحرصوا على كفاءة الإنفاق، إلا أن نسب الاستهلاك تزيد رغم تعدد الخيارات والطرق والأساليب، فمن المتسبب؟
وفي الختام … من وجهة نظر كاتب الرأي بات من الضروري أن يكون هناك مقرر إلزامي في المرحلة الثانوية يحمل مسمى “مبادئ كفاءة الإنفاق”، ومقرر إلزامي في جميع كليات وتخصصات مؤسسات التعليم العالي يحمل مسمى “كفاءة الإنفاق”، والهدف من هذه المقررات هو الوصول بالمواطن إلى راحة وطمأنينة وكفاءة في الانفاق
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال